الصحة النفسية

اضطراب الوسواس القهري (OCD): الأسباب والأعراض وطرق العلاج

يُعتبر اضطراب الوسواس القهري اضطراب عقلي شائع جدًا، حيث يعاني واحد من كل 50 بالغاً من هذا الاضطراب، يمكن أن يكون الوسواس القهري خفيفاً جدًا، أو قد يكون منهكاً للغاية، لكن جميع مرضى الوسواس القهري يتفقون على أنه يتدخل في حياتهم بدرجة غير صحية.

في هذا المقال، سنناقش الحقائق الأساسية لهذا الاضطراب حتى تتمكن من فهمه وإيجاد طريقة مناسبة لتعيش حياه طبيعية بدون قلق.

قد يعجبك ايضًا: الصداع النصفي: الأسباب والأعراض.

ما هو اضطراب الوسواس القهري؟

اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder اختصار: OCD) هو اضطراب حقيقي في الدماغ والميول السلوكية لشخصًا ما. هناك مكونان سلوكيان رئيسيان في هذا الاضطراب: الهواجس والدوافع، وكلاهما يتداخل مع الأنشطة المهمة التي يقدرها الناس في حياتهم اليومية.

يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب من القلق الزائف والخوف غير المنطقي، القلق نفسه هو طريقة الدماغ في إثارة استجابة عاطفية تخبر الجسم أن يحمي نفسه ويستجيب ويتفاعل مع خطر، خطر غير موجود في هذه الحالة.

أعراض اضطراب الوسواس القهري

في حين أن كل شخص فريد من نوعه، إلا أن هناك مجموعة معينة من الأعراض المرتبطة بالوسواس، إذا تُركت هذه الأعراض دون علاج، فإنها ستزداد سوءًا بمرور الوقت.

إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض في نفسك أو في شخص قريب منك، فقد حان الوقت للتفكير في طلب المساعدة، تشمل أعراض اضطراب الوسواس القهري الآتي:

  • غسل اليدين باستمرار أو الاغتسال.
  • التنظيف المستمر وإعادة ترتيب الأدوات المنزلية.
  • فحص الأجهزة والأبواب باستمرار للتأكد من أنها مغلقة.
  • الخوف وتجنب الأماكن العامة.
  • الاكتناز والادخار بشكل قهري.
  • تكرار الأنشطة البدنية مرات ومرات.
  • الانشغال بالتكرار أو التفكير في كلمات أو أصوات أو أرقام معينة.
  • الخوف من إيذاء شخص آخر.
  • التركيز المفرط على القضايا الأخلاقية أو الدينية.
  • الصور والأفكار الجنسية أو العنيفة.
الوسواس القهري
الوسواس القهري

أسباب اضطراب الوسواس القهري

يعد فهم الأسباب التي تؤدي لهذا الاضطراب أمرًا ضروريًا لأن هذا الاضطراب يصعب إدارته بمجرد أن يصيب الفرد، في بعض الأحيان توجد بعض أسباب الاضطرابات التي يمكن السيطرة عليها قبل بداية الاضطراب.

من المهم بنفس القدر فهم الأسباب المختلفة للاضطراب لأن الأسباب ليست واحدة لجميع المصابين، قد تكون الأسباب مختلفة بالنسبة للمريض الذي تبنى اضطرابًا من عائلته، بينما تختلف عن الشخص الذي طور نفس الاضطراب بعد مواجهة ظروف عائلية مرهقة.

هناك العديد من أسباب الوسواس القهري المسببة لهذا الاضطراب، وهي كالتالي:

1- أسباب بيولوجية / فسيولوجية

يتم تعزيز فكرة الأساس البيولوجي للاضطراب من خلال الاعتلال المشترك للوسواس القهري ومتلازمة توريت، مما يدل على أن العوامل العصبية التي تسبب متلازمة توريت تشارك في الوسواس القهري أيضًا، حيث تظهر صور الدماغ للأفراد الذين يعانون من الاضطراب وجود خلل في بنية العقد القاعدية.

هذا هو هيكل الدماغ الذي يقع تحت القشرة الدماغية، في بعض الأحيان تتفاعل الأجسام المضادة مع الخلايا العقدية وتنتج التهابًا في خلايا العقد القاعدية. يمكن أن ينتج عن هذا التفاعل أعراض الوسواس القهري لدى الفرد.

2- أسباب اجتماعية

يصبح عنصر الوقاية مهمًا عندما نتحدث عن الأسباب الاجتماعية، بعض العوامل الاجتماعية لديها القدرة على إحداث الوساوس والأفعال القهرية لدى الفرد.

يمكن أن يسبب إهمال الوالدين أثناء الطفولة من الأسباب الشائعة للاضطراب، ويمكن تصنيف أي حدث صادم لديه القدرة على إحداث مستويات أعلى من القلق ضمن أسباب الوسواس القهري.

3- أسباب وراثية

أثبتت الدراسات العلمية أن العوامل الجينية تمثل 45-65% عند الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب الوسواس القهري، حيث ان الارتباط الوراثي لهذا الاضطراب يكون أكثر تطوراً في مرحلة الطفولة مقارنة بمرحلة البلوغ.

الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من المرجح ان يكون لديهم فرد من أفراد العائلة من الدرجة الأولي يعاني من نفس الاضطراب.

4- التعزيز

التعزيز السلبي يجعل الأنماط القهرية مستقرة، حيث ينغمس الأفراد في الأنشطة القهرية لأن هذه الأنشطة تقلل من قلقهم العقلي.

علماء النفس من منظور التعلم يتابعون بصرامة وجهات نظرهم حول دور التعزيز في تطوير الاضطرابات المختلفة.

علاج اضطراب الوسواس القهري

يأتي علاج اضطراب اضطراب الوسواس القهري بأشكال وطرق عديدة، ولكن أكثرها شيوعًا هي الأدوية والعلاج السلوكي وأساليب المساعدة الذاتية.

إليك شرح طرق العلاج كل ما عليك فعله هو اختيار الطريقة المناسبة والمريحة لك في علاج هذا الاضطراب:

1- الأدوية

  • تُعتبر الأدوية الأكثر شيوعًا المستخدمة للعلاج هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI)، تشمل هذه الفئة من الأدوية Prozac وPaxil وZoloft وClomipramine وFluvoxamine وهي معروفة أكثر باسم مضادات الاكتئاب. على الرغم من أنها تُستخدم عادةً لعلاج الاكتئاب، إلا أنها تُستخدم غالبًا لعلاج العديد من أشكال اضطراب القلق.
  • تعمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية عن طريق منع امتصاص الدماغ المفرط للسيروتونين، يمكن أن يمنع هذا في بعض الأحيان القلق الزائد والوساوس التي يعاني منها الأشخاص المصابون.
  • الشكل الرئيسي الآخر من الأدوية هو البنزوديازيبينات، هذه المهدئات عادةً ما تكون فعالة جدًا في إيقاف الأعراض على المدى القصير، لكن هذا النوع من الأدوية غالبًا يتم وصفه لفترات قصيرة فقط.

2- العلاج النفسي

  • الفكرة الرئيسية وراء العلاج النفسي هي أنك تدرب نفسك ببطء شديد على التعامل مع القلق الذي ستشعر به من خلال عدم أداء السلوك القهري الذي عادة ما تلجأ إليه للطمأنينة.
  • يقترح العديد من الخبراء أن أسلوب “التعرض والوقاية من الطقوس” هو الأسلوب الوحيد الأفضل لمكافحة اضطراب الوسواس القهري. يعتقد هؤلاء الخبراء أنفسهم أيضًا أن استخدام العلاج النفسي جنبًا إلى جنب مع الدواء سيؤدي إلى نتائج أفضل مما لو تم تجربة واحدة فقط من هذه الطرق بمفردها.
  • إعادة برمجة الدماغ بحيث يصبح غير حساس لتلك الأفكار والمواقف المخيفة، وتعلم طرقًا بديلة للتعامل مع الهموم والمخاوف والتخوفات والتوتر والقلق في حياتهم.

3- تقنيات المساعدة الذاتية

  • المساعدة الذاتية ببساطة هي طرق مستخدمة لا تشمل العقاقير أو الأدوية أو العلاج السلوكي التقليدي، ومن الأمثلة على ذلك المشاركة في المنتديات عبر الإنترنت لاضطرابات القلق أو الوسواس القهري، وقراءة كتب لمرضى سابقين، وعلاج التحدث مع آخرين في نفس الوضع.
  • تتيح لك المساعدة الذاتية حرية تجربة أي نهج تشعر أنه سيفيدك بدون النظام الصارم الذي يفرضه عليك العلاج الدوائي والسلوكي، لهذا السبب يعتبر معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة أن المساعدة الذاتية هي أفضل علاج منفرد لهذا الاضطراب.
الوسواس القهري
الوسواس القهري

تشخيص اضطراب الوسواس القهري

من أجل إجراء تشخيص الاضطراب يجب أن يكون لدى المريض مجموعة محددة من الأعراض كما هو موجود في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وتشمل هذه الأعراض العامة للأفكار المستمرة غير المنطقية أو غير الواقعية التي تؤدي إلى سلوكيات قهرية متكررة.

يجب على المريض التعبير عن عدم قدرته على التحكم في هذه الأفكار أو قمعها وإدراك أن هذه الأفكار أو الصور أو الدوافع يتم إنشاؤها بواسطة عقلهم، يجب أيضًا استبعاد أن هذه الأفكار ليست ناتجة عن مشكلات حقيقية تتسبب ببساطة في قلق الفرد بشكل مفرط.

يجب أن يستوفي المريض معايير القهر الذي يجعله ينخرط في سلوكيات طقسية أو متكررة من أجل التخفيف من أفكاره الوسواسية، وتشمل هذه الأفعال أو الطقوس المتكررة التي يتم إجراؤها من أجل تخفيف القلق من أفكارهم القهرية.

قد يكون التشخيص أمرًا صعبًا في بعض الأحيان لأن الأعراض يمكن أن تحاكي في كثير من الأحيان الأمراض العقلية الأخرى بما في ذلك اضطراب القلق العام والفصام والاكتئاب، ومع ذلك من الضروري إجراء تشخيص دقيق من أجل الحصول على الشكل المناسب للعلاج.

مضاعفات اضطراب الوسواس القهري

يتميز هذا المرض العقلي بأفكار غير مرغوب فيها ثم أداء صريح لطقوس أو سلوك بطريقة متكررة من شأنها أن تخفف من التوتر الذي تسببه الأفكار لكنها قد تؤدي في النهاية إلى مضاعفات، تشمل هذه المضاعفات ما يلي:

  • تصرفات وأفكار انتحارية.
  • التهاب في الجلد بسبب تكرار غسل اليدين.
  • الاكتئاب الحاد.
  • انعدام القدرة للتعلم والعمل وعيش حياه طبيعية.
  • مشاكل في العلاقات الاجتماعية.
  • اضطرابات نفسية أخرى متعلقة بالقلق.

في نهاية المقال ننصحك أن تفكر للحظة كيف أثر هذا الاضطراب ونوبات الهلع على حياتك، والصدمات العاطفية، والفرص الضائعة، والعلاقات الأسرية، والصداقات التي ذهبت على جانب الطريق، وتجارب الحياة التي مرت بك. فكر فقط إذا وجدت برنامج يعيد لك حياتك وإيجاد علاج حقيقي لاضطراب الوسواس القهري كم سيكون ذلك لا يقدر بثمن؟

زر الذهاب إلى الأعلى