أعراض المرحلة الأخيرة لمريض الكبد

تظهر أعراض المرحلة الأخيرة لمريض الكبد على مدى أشهر أو سنوات أو عقود، وفي معظم الأحيان، يكون الفشل الكبدي المزمن نتيجة لتليف الكبد وهي حالة تحل فيها الأنسجة المتليفة محل أنسجة الكبد السليمة وحينها لا يتمكن الكبد من العمل بشكل كاف، فما هذه الأعراض؟ وما درجات تليف الكبد؟ وكيف يُشخص؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال.
أعراض المرحلة الأخيرة لمريض الكبد
يعاني مرضى الكبد في المرحلة الأخيرة من بعض الأعراض نتيجة حدوث تليف الكبد، ومنها:
1- دوالي المريء
دوالي المريء هي حالة مَرَضية يصاب بها مرضى الكبد في المرحلة الأخيرة وتسبب تمدد الأوعية الدموية في المريء شيئًا فشيئًا مما يؤدي بها إلى التمزق والانفجار فيحدث نزيف داخلي في المريء، وعندما يحدث ذلك قد يتقيأ المريض بالدم أو يكون لديه براز أسود.
ويمكن تقليل خطر النزيف من هذه الأوعية الدموية الممزقة عن طريق أدوية ضغط الدم المعروفة باسم حاصرات بيتا أو عن طريق إجراء جراحي يربط فيه الطبيب أشرطة مطاطية صغيرة حول هذه الدوالي.
2- الاستسقاء
عندما يرتفع ضغط الدم في الأوعية الدموية في الكبد يؤدي ذلك إلى تسرب السوائل إلى البطن، وتمتلئ البطن بهذه السوائل شيئًا فشيئًا حتى تبدو كالبالون المملوء بالماء كما يمكن للساقين أن تتورم أيضًا.
وفي هذه الحالة تقل مساحة الأعضاء الداخلية الموجودة في البطن مثل المعدة فيصعب تناول الطعام، كما يزيد الضغط على الرئتين فيعاني المريض من ضيق التنفس خاصةً عند الاستلقاء. ولكن أخطر مشكلة في الاستسقاء هي العدوى التي يمكن أن تهدد الحياة.
قد يختفي الاستسقاء باتباع نظام غذائي منخفض الملح، ومع مدرات البول التي يصفها الطبيب. ولكن في بعض الأحيان قد يضطر الطبيب إلى التخلص من السائل المتجمع في البطن باستخدام نوع خاص من الإبر.
3- اعتلال الدماغ الكبدي
يُعد اعتلال الدماغ الكبدي من أعراض المرحلة الأخيرة لمريض الكبد ويظهر على المريض علامات الارتباك بسبب تراكم السموم في الدم؛ نتيجة عدم تمكن كبد المريض التخلص من المواد السامة في الدم مثل الأمونيا التي تصل إلى الدماغ وتسبب اعتلال الدماغ الكبدي.
إلى جانب الارتباك تسبب السموم في الدماغ تغيرات في النوم والمزاج والتركيز والذاكرة ويمكن أن يتعرض المريض إلى غيبوبة الكبد. كما قد يواجه المرضى مشكلات في القيادة والكتابة والحساب وأداء أنشطة الحياة اليومية الأخرى.
4- اليرقان
اليرقان هو اصفرار العينين والجلد ويحدث بسبب عدم قدرة الكبد المريض على التخلص من مادة البيليروبين، التي قد تتراكم في الدم نتيجة شرب الكثير من الكحول أو تناول بعض الأدوية.
5- الكدمات والنزيف
عندما يتباطأ الكبد أو يتوقف عن إنتاج البروتينات اللازمة لتخثر الدم، سيصاب المريض بالكدمات أو سينزف بسهولة.
6- تضخم الطحال
يحدث تضخم الطحال نتيجة ارتفاع ضغط الدم في الوريد الكبدي البابي وعندما يتضخم الطحال تقل أعداد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.
7- حصوات المرارة
تحدث حصوات المرارة نتيجة تجمد الصفراء داخل المرارة عند منع تدفقها بحرية من وإلى المرارة نتيجة تليف الكبد.
8- الحساسية للأدوية
يبطئ تليف الكبد قدرته على تصفية الأدوية من الدم مما يؤدي إلى تراكم الأدوية في الدم هذا يجعل المريض أكثر حساسية للأدوية وآثارها الجانبية؛ لذا ينبغي تعديل بعض جرعات الأدوية التي يتناولها.
9- مقاومة الأنسولين
يسبب تليف الكبد مقاومة الأنسولين وهو هرمون ينتجه البنكرياس يُمَكن الجسم من استخدام الجلوكوز كطاقة. ومع مقاومة الأنسولين، لا تستطيع خلايا الجسم استخدام الأنسولين بصورة صحيحة. في هذه الحالة يحاول البنكرياس مواكبة الطلب على الأنسولين من خلال إنتاج المزيد، ولكن دون جدوى فيتراكم الجلوكوز الزائد في مجرى الدم مما يسبب مرض السكري من النوع الثاني.
10- سرطان الكبد
سرطان الخلايا الكبدية هو نوع من سرطان الكبد الذي يمكن أن يحدث لدى الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد وقد يظهر في أي مرحلة من مراحل تليف الكبد.
تظهر هذه الأعراض في المرحلة الأخيرة لمريض الكبد إذ لا يوجد علاج لهذه المرحلة غير جراحة زراعة الكبد وأي أدوية أخرى قد تبطئ من تقدم المرض أو تعالج بعض الأعراض.
أعراض تليف الكبد
قد لا تظهر على المريض أي أعراض خلال المراحل المبكرة من تليف الكبد.
عندما يصبح الكبد متضررًا بشدة، يمكن أن يشعر المريض بما يلي:
- الغثيان.
- الضعف والتعب الشديد.
- فقدان الوزن وكتلة العضلات.
- فقدان الشهية.
- ظهور بقع حمراء على راحة اليد وأوعية دموية صغيرة تشبه العنكبوت على الجلد فوق مستوى الخصر (أورام وعائية عنكبوتية).
إذا تفاقم تليف الكبد، فإن بعض المضاعفات والأعراض تشمل:
- حكة في الجلد.
- تقيؤ الدم.
- بياض العينين (اليرقان) واصفرار الجلد.
- براز قطراني المظهر وبول داكن.
- تورم البطن (الاستسقاء) أو تورم الساقين (الوذمة).
- سهولة حدوث كدمات أو نزيف.
- فقدان الرغبة الجنسية.
يجب أن تُراجع الطبيب إذا كنت تعتقد أنك مصاب بتليف الكبد.
ما هي غيبوبة الكبد؟
قد يتعرض المريض لغيبوبة الكبد في المراحل الأخيرة من مرضه، وتحدث نتيجة تلف جزء كبير من الكبد، مما يؤدي إلى حدوث خلل في مختلف أعضاء الجسم.
تحدث غيبوبة الكبد بسبب فقدان قدرة الكبد على وظيفته نتيجة الإدمان أو التسمم الغذائي أو الإفراط في تناول الكحوليات أو الأمراض التي تصيبه كالالتهاب الكبدي سي أو التليف.
أعراض غيبوبة الكبد
يواجه المريض بعض الأعراض قبل أن يتعرض لغيبوبة الكبد، وقد لا تظهر جميع الأعراض على المريض، فيكفي أن تظهر واحدة أو أكثر، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- صعوبات في النوم.
- خلل في التوازن العام.
- رعشة ملحوظة في اليدين.
- قلة في التركيز ولامبالاة.
- انخفاض الإدراك والوعي بشكل عام.
- رائحة فم كريهة.
- التهابات تنتشر على الجلد.
- عدم القدرة على التفكير وتشويش في العقل.
- فقدان القدرة على التحكم في التبرز أو التبول.
- الشعور بألم في الجزء الأيمن من أعلى الجسم.
- تغيرات في شكل المريض تنطوى في بشرة صفراء شاحبة.
خلال فترة قصيرة من شعور المريض ببعض هذه الأعراض أو جميعها، يدخل في غيبوبة ويصبح غير قادر على التعبير بوجهه عن مشاعره أو إبداء أي حركه، ومع اتساع بؤبؤ العين، تتوقف استجابته للضوء.
قد تستمر هذه الغيبوبة مدة زمنية يمكن أن يحدث خلالها انخفاض شديد في ضغط الدم، ينتج عنه انخفاض معدل ضربات القلب، ومن الممكن أن يتوقف المريض عن التنفس تمامًا.
درجات تليف الكبد
لا تظهر أعراض المرحلة الأخيرة لمريض الكبد فجأة، ولكن تظهر الأعراض خفيفة أولًا وإن أهملت تزداد حدتها نتيجة تراكم الأضرار الناجمة عن أمراض الكبد على عدة مراحل مما يؤثر بصورة متزايدة على قدرة الكبد على العمل، ودرجات تليف الكبد هي:
1- الالتهاب
تبدأ المرحلة المبكرة من تليف الكبد بالتهابه فيصبح الكبد متضخما. وكثير من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد لا يعانون من أعراض، وإن استمر الالتهاب دون أن يُعالج يمكن أن يُحدث ضرر دائم.
2- التليف (fibrosis)
تحل الأنسجة الليفية محل أنسجة الكبد السليمة، ومع ذلك لا يمكن للأنسجة الليفية أداء نفس الوظائف. ويمكن أن يبدأ هذا في التأثير على قدرة الكبد على العمل على النحو الأمثل، وقد يكون من الصعب اكتشاف التليف في هذه المرحلة لأن لعدم وجود أعراض واضحة في كثير من الأحيان.
3- تليف الكبد (cirrhosis)
في هذه المرحلة من تليف الكبد تتراكم الأنسجة الليفية على الكبد أكثر وأكثر، ويصبح من الصعب جدا على الكبد أن يعمل بصورة صحيحة. وعلى الرغم من أن الأعراض ربما لم تكن موجودة من قبل فقد تبدأ الآن في الظهور.
4- مرض الكبد في المرحلة النهائية
يعاني المرضى في هذه المرحلة من تليف الكبد الذي تدهورت فيه وظائف الكبد بشكل كبير. وتظهر أعراض المرحلة الأخيرة لمريض الكبد مثل: الاستسقاء واعتلال الدماغ الكبدي ولا يمكن علاج هذه المرحلة غير زراعة الكبد.
5- سرطان الكبد
يحدث سرطان الكبد نتيجة تراكم الأنسجة المتليفة فيه وعلى الرغم من أن السرطان يمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل فشل الكبد، إلا أن مرضى تليف الكبد معرضون لخطر متزايد للإصابة به.
تشخيص تليف الكبد

يعتمد تشخيص تليف الكبد عادة على وجود عامل خطر لتليفه، مثل تعاطي الكحول أو السمنة ويتم تأكيده عن طريق الفحص البدني واختبارات الدم والتصوير ولا بد من استشارة الطبيب مبكرًا قبل أن تظهر أعراض المرحلة الأخيرة لمريض الكبد.
- سيسأل الطبيب عن التاريخ المرضي للمريض والأعراض التي يشعر بها.
- يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني شامل لمراقبة العلامات السريرية للمرض. على سبيل المثال، عند فحص البطن، قد يشعر الطبيب أن الكبد صلب وقد يجد علامات الاستسقاء.
- سيطلب الطبيب اختبارات الدم التي قد تكون مفيدة في تقييم الكبد وزيادة الاشتباه في تليف الكبد.
- يطلب الطبيب إجراء تنظير علوي بصورة عن طريق إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا في الفم للبحث عن الدوالي في المريء والمعدة.
- يبحث الطبيب عن علامات تليف الكبد بطلب التصوير المقطعي (CT) أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- قد ينظر الطبيب إلى الكبد مباشرة عن طريق إدخال منظار البطن في البطن. وهو أداة مزودة بكاميرا تنقل الصور إلى شاشة الكمبيوتر.
- يمكن أن يلجأ الطبيب لخزعة الكبد لتأكيد تشخيص تليفه، ولكنها ليست ضرورية دائمًا. وعادة يجري الطبيب الخزعة إن كانت النتيجة تؤثر على العلاج. ويتم إجراء الخزعة بإبرة تدخل بين الأضلاع أو في وريد في الرقبة. وتُفحص عينة صغيرة من أنسجة الكبد باستخدام المجهر بحثا عن علامات أخرى لتليف الكبد.
الخلاصة
أعراض المرحلة الأخيرة لمريض الكبد مثل اليرقان واعتلال الدماغ الكبدي ودوالي المريء والاستسقاء. ولا يوجد علاج نهائي لمريض الكبد في هذه المرحلة الأخيرة غير إجراء عملية زراعة الكبد.
ويشخص الطبيب تليف الكبد عن طريق الفحص البدني وطلب بعض تحاليل الدم وقد يلجأ إلى المنظار للكشف عن دوالي المريء كما قد يفحص الكبد بالتصوير المقطعي أو الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي.