الأمراض النفسية: الأسباب والأعراض والأنواع

الكثير من الأشخاص لديهم مخاوف تتعلق بالمرض النفسي من وقت لآخر. ولكن تُصبح هذه المخاوف مرضًا نفسيًا عندما تستمر الأعراض ويتكرر الإجهاد ويؤثر ذلك على قدرتهم في أداء وظائفهم. سنتعرف على ذلك تفصيلًا في هذا المقال.
الأمراض النفسية
يُطلق على الأمراض النفسية أيضًا اضطرابات الصحة العقلية، والذي يشير إلى مجموعة كبيرة من أمراض الصحة النفسية.
هذه الاضطرابات تؤثر على مزاجك، تفكيرك، وسلوكك. وتتضمن أمثلة المرض النفسي على الاكتئاب، واضطراب القلق، والفصام.
من الممكن أن تجعل الأمراض النفسية المُصاب بائسًا، أو يسبب مشكلات في حياته اليومية.
في معظم الحالات، من الممكن أن يتم التعامل مع الأعراض من خلال مجموعة من العقاقير أو العلاج النفسي.
ما هي أسباب الأمراض النفسية؟
يُعتقد أن الأمراض النفسية عمومًا تحدث بسبب التنوع الوراثي والعناصر البيئية:
- الصفات الوراثية. يُعد المرض النفسي أكثر شيوعًا في الأشخاص الذي لدى أقربائهم أيضًا أمراض نفسية.
- التعرض البيئي قبل الولادة.
- التعرض للضغوطات البيئية، أو حالات الالتهاب، أو السموم، أو تناول الكحول، أو المخدرات أثناء الحمل أحيانًا يكون له علاقة بالمرض النفسي.
- كيمياء الدماغ (المخ). الناقلات العصبية طبيعيًا هي المواد الكيميائية بالمخ، والتي ترسل الإشارات إلى الأجزاء الأخرى للمخ والجسم. عندما تضعف الشبكة العصبية متضمنةً هذه المواد الكيميائية، فإن وظيفة المستقبلات العصبية والجهاز العصبي يتغيران، ويؤدي ذلك إلى الاكتئاب والاضطرابات الانفعالية الأخرى.
أعراض الأمراض النفسية
توجد أمراض نفسية متعددة ومختلفة. بعض هذه الأعراض الأكثر شيوعًا تشتمل على:
- مشكلات التفكير. (كأن يبدو الشخص مضطربًا، أو مريبًا، أو غاضبًا على غير المعتاد، أو حزينًا).
- الانسحاب أو العُزلة.
- التقلبات المزاجية.
- مشاكل العلاقات.
- الهلاوس. (أن يرى الشخص أو يسمع أشياء غير موجودة بالفعل).
- إدمان الكحول أو المخدرات.
- الشعور بفقدان الأمل وعدم الاستمتاع بالأشياء التي اعتاد على الاستمتاع بها.
- التفكير بالانتحار أو قتل الآخرين.
- مشاكل النوم. (قلة النوم أو كثرة النوم).
أنواع الأمراض النفسية
الأنواع الأكثر شيوعًا من الأمراض النفسية، تتضمن التالي:
- اضطرابات القلق.
- الاضطرابات المزاجية.
- اضطرابات الفصام.
أولًا: اضطرابات القلق
طبقًا لـ جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية (ADAA)، تُعد اضطرابات القلق النوع الأكثر شيوعًا في الأمراض النفسية.
الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات لديهم قلق وخوف شديد، والذي له علاقة بمواقف أو أشياء معينة. معظم المصابين باضطرابات القلق يحاولون تجنب تعرضهم لأي شئ يؤدي إلى قلقهم.
ومن أمثلة اضطرابات القلق:
- اضطراب القلق العام (GAD).
عرّفت جمعية الطب النفسي الأمريكية (اضطراب القلق العام) بأنه قلق متباين يعرقل الحياة اليومية.
أيضًا قد يعانوا المصابون بأعراض جسدية تتمثل فيما يلي:
- التَّمَلْمُل.
- الإجهاد.
- توتر العضلات.
- النوم المتقطع.
- اضطرابات الهلع (الذعر).
يعانون الأشخاص المصابين باضطرابات الهلع من نوبات هلع منتظمة، والتي تتضمن الرعب المفاجئ والساحق، الشعور بحدوث كارثة وشيكة، أو الموت.
- الرُهاب (الخوف المَرضي).
توجد أنواع مختلفة من الرُهاب:
- الرهاب البسيط. والذي من الممكن أن يتضمن خوف متباين من أشياء، أو تصورات، أو حيوانات مُعينة. يُعد الخوف من العناكب المثال الأكثر شيوعًا.
- الرُهاب الاجتماعي. يُعرف أحيانًا بالقلق الاجتماعي، وهو أن يكون الشخص خاضع لحُكم الآخرين. الذين يعانون من ذلك يحدّون من تواجدهم في البيئات الاجتماعية.
- رُهاب الساحات الفسيحة. يشير هذا المصطلح إلى الخوف من المواقف التي قد يكون الهروب فيها صعبًا، مثل ركوب المِصعد أو تحرك القطار. كثير من الناس يفهمون فهمًا خاطئًا أن هذا الرُهاب كالخوف من التواجد في الخارج.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يعانون من الشعور بالهواجس. وبمعنى آخر، يعانون من أفكار مستمرة ومرهقة، ودافع قوي لأداء الأعمال المتكررة، مثل غسل اليدين.
- اضطراب الكَرْبِ التَّالي للرَّضْح (PTSD).
من الممكن أن يحدث هذا الاضطراب بعد مواجهة الشخص أو مروره بحدث صادم أو شديد التوتر.
أثناء هذا الحدث، يشعر الشخص أن حياته أو حياة الآخرين في خطر. من الممكن أن يشعروا بالرعب أو أنهم لا يستطيعون التحكم بالذي يحدث.
هذا الإحساس بالصدمة أو الرعب من الممكن أن يؤدي إلى اضطراب الكَرْبِ التَّالي للرَّضْح (PTSD).
ثانيًا: الاضطرابات المزاجية
قد يشير الأشخاص إلى الاضطرابات المزاجية أنها اضطرابات وجدانية أو اكتئابية.
المصابون بهذه الاضطرابات يكون لديهم تغييرات واضحة في المزاج، والذي يتضمن عمومًا إما الهوس، والذي يكون فترة من البهجة أو الاكتئاب.
ومن أمثلة الاضطرابات المزاجية:
- الاكتئاب الرئيسي: الشخص المصاب بهذا الاضطراب يعاني من تَدني الحالة المزاجية وفقدان المتعة في الأنشطة أو الأحداث التي كان يتمتع بها سابقًا. من الممكن أن يشعر بفترات طويلة من الحزن أو الحزن الشديد.
- اضطراب ثنائي القطب: يعاني المصاب بهذا الاضطراب من تغييرات غير اعتيادية في مزاجه، مستويات طاقته، ونشاطه، وقدرته على الاستمرار في حياته اليومية.
- الاضطراب الوجداني الفصلي أو الدوري (SAD): يؤدي انخفاض ضوء النهار أثناء فصل الخريف، وفصل الشتاء، وبداية فصل الربيع إلى هذا النوع من الاكتئاب الرئيسي. وهو الأكثر شيوعًا في البلاد البعيدة عن خط الاستواء.
ثالثًا: اضطرابات الفصام
لا يزال أخصائيون الصحة العقلية يحاولون تحديد الفصام ما إذا كان اضطراب وحيد أم مجموعة من الأمراض. حيث أنه يُعد من الحالات الأكثر تعقيدًا.
تتطور أعراض الفصام ما بين عُمر ١٦ إلى ٣٠ عامًا. سيكون لدى الفرد أفكارًا تبدو مفككةً، وقد يجدوا أنه من الصعب أن تتم معالجة المعلومات.
لـ اضطراب الفصام أعراض إيجابية وأخرى سلبية. الأعراض الإيجابية تشتمل على الأوهام، والاضطرابات الفكرية، والهلاوس. بينما الأعراض السلبية تتضمن الانسحاب أو العزلة، وقلة الحركة، ومزاج في غَيْرِ مَحَلّه.
ما هو علاج الأمراض النفسية؟

توجد طرق متنوعة للتعامل مع مشاكل الصحة العقلية، والتي تتضمن ما يلي:
1. العلاج النفسي
هذا النوع من العلاج يأخذ جانب سيكولوجي وذلك لعلاج المرض النفسي. ومن أمثلته (العلاج السلوكي، العلاج بالتعرض، العِلاجْ السُلُوكي الديكالتى).
الأطباء النفسيون، والعلماء النفسيين، وطَبيبُ الرِّعايَةِ الأَوَّلِيَّة هم المنفذون لهذا النوع من العلاج.
قد يساعد هذا العلاج المَرضى على فهم أساس مرضهم النفسي وبدء العمل على نمط فكري أكثر صحة ومن ثَم الدعم اليومي وتقليل خطر العُزلة والأذى النفسي.
2. العلاج بالدواء
يتناول المصابون الأدوية التي وصفها الطبيب مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات الاضطراب، والأدوية المزيلة للقلق.
بالرغم من أن البعض لا يعالج الاضطرابات النفسية، إلا أن البعض يُحسن من الأعراض ويساعد المصاب على استمرار التفاعل الاجتماعي والروتين الطبيعي بينما هي تعمل على الصحة العقلية.
بعض هذه الأدوية يعمل على تقوية امتصاص الجسم للمواد الكيميائية التي تجعل الشخص يشعر بحالة أفضل، مثل السيروتونين من المخ. بعض الأدوية إما أن تقوي كل مستويات المواد الكيميائية أو تمنع تحللها أو تدميرها.
3. العلاج الذاتي
يحتاج الشخص الذي يعاني من صعوبات في الصحة العقلية إلى تغييرات في حياته تسهيلًا للتعافي. قد تتضمن هذه التغييرات على:-
- تقليل تناول الكحول.
- النوم لمدة أكثر.
- الأكل بطريقة متوازنة.
- الغذاء المفيد.
مع التشخيص والعلاج المبكر، كثير من الناس تم شفائهم من هذه الأمراض النفسية أو تمكنوا من التعامل مع أعراضهم.
مفتاح المسألة هي أن تحصل على المساعدة بمجرد ظهور الأعراض وأن تلتزم أيضًا بالعلاج.