الحياة الصحية

الصداع النصفي: الأسباب والأعراض وكيفية الوقاية الطبيعية؟

الصداع النصفي هو شكوى شائعة جدًا تصيب ملايين الأشخاص، ويمكن أن تكون أعراضه مؤلمة للغاية ومنهكة، ومع ذلك فإن المشكلة الأكبر هي أن أسبابه لا تزال غير مفهومة تمامًا.

على الرغم من أن هذه المنطقة لا تزال غامضة، إلا أننا موقع في صحتك قد تمكنا في جلب بعض الحقائق المهمة حول أسباب الصداع النصفي وأعراضه وطريقة الوقاية.

ما هو الصداع النصفي

الصداع النصفي هو صداع انشقاقي يشير إلى حالة عصبية تتفاعل فيها الخلايا العصبية في الدماغ مع منبهات معينة بطريقة سريعة التحفيز ثم التهابية ثم يتسبب رد الفعل الالتهابي للدماغ في سلسلة من الألام، يكون الصداع النصفي واحدًا منها فقط من بين العديد من الأمراض.

تُعتبر هذه المتلازمة هي أكثر متلازمة شيوعاً، حيث إنها تؤثر على 10 إلى 15 في المائة من سكان العالم.

تتمثل إحدى السمات المميزة للصداع في أنه يبدأ عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة وهو أكثر انتشاًر بين الشباب والبالغين في منتصف العمر.

أسباب الصداع النصفي

إذا كنت تعاني من الصداع النصفي فأنت تعرف مدى الألم الذي يمكن أن يكون عليه، وتعرف كيف يمكن للصداع أن يسيطر على حياتك.

للحصول على الراحة، تحتاج إلى معرفة المسببات الذي تعاني منها ومن ثم عليك تجنب هذه الأسباب.

لمساعدتك في معرفة السبب الذي قد يسبب لك هذه المعاناة، إليك نظرة على بعض أسباب الصداع النصفي الأكثر شيوعًا:

1- الأطعمة

يبدو أن أحد الأسباب الرئيسية في هذه المتلازمة هو بعض الأطعمة، هناك عدة أنواع من الأطعمة التي تم تحديدها على أنها من المسببات الرئيسية. يبدو أن المرضى يشتركون في عدم تحملهم للأطعمة مثل الجبن والشوكولاتة والحمضيات.

تؤدي الأطعمة التي تحتوي على الكافيين والقهوة ايضًا إلى حدوث الصداع النصفي.

يمكن أن يؤدي الطعام الصيني الذي يحتوي على الغلوتامات أحادية الصوديوم والأسبارتام المُحلي الصناعي الموجود في مشروبات وأطعمة الحمية إلى نوبة الصداع.

2- الإجهاد

وُجد أن الإجهاد هو واحد من المسببات التي تؤدي إلى الصداع، يمكن أن يؤدي العمل لساعات طويلة خاصة على الكمبيوتر أو العمل البدني الشاق أو ضغوط العمل إلى حدوث هذه الحالة.

غالبًا ما يجد المصابون أنهم يعانوا من الأعراض في عطلة نهاية الأسبوع، الاسترخاء هو مفتاح الوقاية في هذه الحالة.

3- الهرمونات

بالنسبة للنساء، تؤدي التقلبات في الهرمونات إلى الصداع النصفي، حيث أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال بسبب هذه التقلبات الهرمونية.

تجد معظم النساء اللواتي تحدث لهم نوبات منتظمة أنها تحدث قبل الدورة الشهرية مباشرة أو بعدها مباشرة.

لقد وُجد أن انخفاض مستويات هرمون الاستروجين الأنثوي يمكن أن يؤدي إلى حدوث هذا الاضطراب، كذلك مع النساء اللواتي يعانوا من انقطاع الطمث ولديهم مستويات منخفضة من هرمون الاستروجين.

4- الوراثة

هناك علاقة جينية قوية بين المصابين فمعظم الذين يعانوا من هذا الصداع لديهم تاريخ عائلي من هذه الحالة، ويُعتبر غالبية المصابين من الشباب فهم معرضون بشكل خاص لهذه المشكلة.

5- المحفزات الحسية

يأتي سبب آخر للصداع النصفي من محفز حسي، سواء كان البصر أو الرائحة. ويكون هذا في شكل أضواء شديدة السطوع أو وميض أو وهج الشمس أو المصابيح الكهربائية القوية.

من المعروف أن الروائح القوية المنبعثة من العطور والدخان والحمضيات من العوامل الشائعة في التعرض لهذا الاضطراب.

6- النوم

يعد تغيير أنماط النوم من أحد أسباب الصداع النصفي، حيث ثُبت أن التغيرات المفاجئة في نمط نومك تسبب صداعًا نصفيًا شديدًا.

يجد العديد من المصابين أن الأعراض تأتي بعد فترة طويلة من النوم، بالنسبة للآخرين يمكن أن يحدث بسبب عدم كفاية النوم.

7- الأدوية

في الواقع الأدوية المستخدمة على مدى فترة طويلة من الزمن يمكن أن تؤدي إلى نوبة الصداع، يعد العلاج بالهرمونات البديلة أو موانع الحمل الفموية والأدوية المستخدمة لتوسيع الأوعية الدموية من بين بعض الأدوية التي يمكن أن تسبب الألم.

8- نقص المغنيسيوم

تم ربط نقص المغنيسيوم مؤخرًا بأحد مسببات الإصابة. في حالة نقص المغنيسيوم أو انخفاضه، فإنه يتسبب في اختلال أعصاب الدماغ، مما قد يؤدي إلى تغيرات في الرؤية ويسبب تلك الحالة.

ثُبت أن مكملات المغنيسيوم هي علاج طبيعي فعال للصداع، سواء في الطعام أو عن طريق تناول المكملات.

أظهرت بعض الدراسات أن ما يقدر بنحو 50-60% من الأسباب يمكن أن تكون مرتبطة بنقص المغنيسيوم.

أسباب أخرى للصداع النصفي

بصرف النظر عما سبق، يمكن أن تُنسب أسباب الصداع النصفي إلى العديد من العوامل الأخرى مثل التغيرات المناخية المفاجئة، أو الارتفاعات العالية، أو دوار الحركة، أو انخفاض نسبة السكر في الدم.

قد تبدو القائمة لا حصر لها، لذلك من المهم إذا كنت تعاني من أعراض الصداع النصفي بشكل منتظم فيجب أن تحتفظ بسجل للنوبات، حتى يوميات الطعام يمكن أن تساعد في تحديد المسببات، حيث يعاني كل شخص من علامات مختلفة ومسببات مختلفة للصداع النصفي، وهذا هو السبب في أنه غالبًا يكون من الصعب علاجه.

أعراض الصداع النصفي

تتراوح أعراض الصداع النصفي ما بين شديدة إلى خفيفة جدًا، ويمكن أن يكون لعمرك وجنسك وغيرهما تأثير كبير على العلامات التي تعاني منها ومدى شدتها.

يجب عليك التعرف على هذه العلامات حتى تتمكن من معرفة الطريقة الفعالة في العلاج، لذلك إليك أكثر أعراض الصداع النصفي شيوعًا:

  • ألم خفيف يتطور في الفك أو الرقبة أو مؤخرة الرأس.
  • فقدان البصر بإحدى عينيك لفترة قصيرة.
  • ألم في محجر العين.
  • عدم وضوح الرؤية في إحدى عينيك أو كليهما.
  • روائح غريبة لا يشمها أحد غيرك.
  • أعراض بصرية في كل من المجال الأنفي والزمني للعين.
  • غثيان.
  • تنمل ثنائي في نفس الوقت (إحساس غير سار غير طبيعي يوصف بالشعور بالحرقان أو الوخز أو التنميل).
  • ضعف السمع.
  • الحساسية للضوء.
  • ألم عند الوقوف أو الجلوس.
  • فقدان التنسيق بين اليد والعين.
  • دوار ومشاكل في التوازن.
  • صعوبات في الكلام.
  • ألم في جبهتك.
  • صعوبة التركيز والتفكير بوضوح.
  • إنهاك.
  • ضعف في أحد أو كل أطرافك.
  • شلل مؤقت على جانبك الأيمن أو الأيسر.

الوقاية الطبيعية من الصداع النصفي

يعتقد الكثيرون أن خيار العلاج بالأدوية محفوف بالمخاطر والآثار الجانبية، بالنسبة لهؤلاء الأشخاص إليك أفضل الخيارات الطبيعية للوقاية:

1- مسببات الصداع النصفي

قم بتسجيل وجباتك اليومية وأنشطتك والطقس وما إلى ذلك، عندما تحدث نوبة الصداع انظر إلى السجل ولاحظ ما كنت تفعله أو تأكله قبل ظهوره مباشرةً، هل تعرضت للتوتر بسبب شيء ما؟ هل كان الطقس مختلفًا؟ عندما ترى نمطًا يتطور حاول التخلص من هذه الأشياء من حياتك ومعرفة ما إذا كانت تساعد في الوقاية.

2- الارتجاع البيولوجي

في الارتجاع البيولوجي يتم استخدام معدات خاصة لمراقبة التوتر البدني، الهدف منها هو تعليم المريض التحكم في العمليات الجسدية المرتبطة بالتوتر والتي قد تسبب ذلك الألم.

عندما يتعلم المريض التعرف على التوتر البدني بدون معدات، يمكنه إيقاف الألام المتصاعدة أو على الأقل تقليل الآثار.

يبدو أن الأطفال يتمتعون باستجابة أفضل للوقاية من الارتجاع البيولوجي مقارنة بالبالغين، ربما لأنهم منفتحون على طرق جديدة ويتعلمونها بسرعة.

يمكنك الاختيار بين الوقاية من خلال الأدوية أو من خلال العلاجات الطبيعية، حيث أن هذه الحالة تُعتبر تجربة شخصية للغاية، وطريقة الوقاية منه لن تعمل بالضرورة مع الجميع، لذلك قبل اتخاذ القرار حول طريقة علاجه، احصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول أسباب الصداع النصفي وأعراضه.

علاج الصداع النصفي

إليك العديد من البدائل الفعالة للعلاج وهي لا تتضمن وصفة طبية:

  • الوخز بالإبر: يُعتبر الوخز بالإبر من أهم طرق علاج الصداع النصفي ويعمل عن طريق تحفيز النقاط الرئيسية في الجسم والتي تساعد على تنظيم تدفق الدم في الأوعية الدموية الصغيرة. ينظم الوخز بالإبر أيضًا مستويات السيروتونين التي يمكن أن تقيد الأوعية الدموية.
  • التدليك: التدليك طريقة رائعة لتقليل التوتر، يعد التدليك في مؤخرة الرأس والرقبة والكتفين والذراعين طريقة جيدة لتخفيف الألم. بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يوفر التدليك الراحة من هذه الحالة الناجم عن توتر العضلات.
  • الأنشطة البدنية: قد تساعد الأنشطة البدنية مثل الركض والسباحة واليوجا في محاربة الألم الناتج عن الإجهاد. ستعمل الأنشطة البدنية على تحسين الدورة الدموية وستخلصك من التوتر، وبالتالي سوف تتجنب الألم.
  • الاسترخاء والتنفس السليم: يمكن أن يؤدي أي شكل من أشكال التوتر والاكتئاب إلى توتر العضلات، فحاول أن تجد تلك اللحظات التي يمكنك الاسترخاء فيها، حيث يمكن أن يساعد استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل وتشغيل بعض الموسيقى الهادئة وأخذ عدة أنفاس عميقة في تقليل التوتر والمساعدة في الاسترخاء.
  • شرب المزيد من الماء: نظرًا لأن هذا هو السبب الرئيسي لتقلص العضلات، فأنت بحاجة إلى شرب ثمانية أكواب من الماء على الأقل لحل هذه المشكلة، شرب الكثير من الماء لا يريحك فحسب بل يحافظ على جسمك.

علاج الصداع النصفي بالأدوية

تمت الموافقة على أربعة أدوية للوقاية وفقًا لبعض الأبحاث العلمية التي وجدت آثار فعالة في علاج الصداع النصفي وهما: بروبرانولول (propranolol) ، وتيمولول (timolol) ، وتوبيراميت (topiramate) ، وديفالبرويكس (Divalproex). أميتريبتيلين (Amitriptyline) مضاد للاكتئاب.

الجانب السلبي لاستخدام أدوية الوقاية هو حقيقة أنها تتطلب من المريض تناول جرعات كافية من الدواء لفترة زمنية لتحديد مدى فعاليتها، ويمكن أن يسبب هذا تأثيرًا سلبيًا على المريض قبل أن يعرف ما إذا كان يتم توفير الوقاية، لذلك يجب مراجعة طبيبك لمعرفة العلاج المناسب لك.

الآثار الجانبية لأدوية الصداع النصفي

يعرض صانعو Topamax على موقع الويب الخاص بهم “معلومات أمان مهمة حول Topamax” والتي بموجبها يعترفون بأن هناك مخاطر جسيمة مرتبطة بالدواء. يتم إعطاء مخاطر مثل الآتي:

  • انخفاض مستويات البيكربونات في الدم وهذا يزيد من حموضة الدم، في ردود الفعل الشديدة قد يعاني المريض من عدم انتظام ضربات القلب أو تغيرات في قدرته على البقاء في حالة تأهب، هذا التأثير الجانبي إذا لم يتم علاجه يمكن أن يزيد في النهاية من خطر الإصابة بحصوات الكلى أو أمراض العظام.
  • فرط التنفس أي التنفس العميق والسريع مع الشعور بعدم القدرة على التقاط أنفاسك.
  • إعياء.
  • زيادة ضغط العين، يمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى الجلوكوما والعمى.

في نهاية المقال، يمكنك تحليل نمط حياتك وعاداتك الغذائية باستخدام المعلومات التي ذكرناها بالأعلى لتحديد مسببات الصداع النصفي الشخصية الخاصة بك، ونأمل زوال هذا الاضطراب المزعج تمامًا عن طريق تجنب هذه المحفزات وإيجاد العلاج المناسب.

زر الذهاب إلى الأعلى