الهربس عند الأطفال | عدوى بسيطة لها مضاعفات قاتلة!

الهربس عند الأطفال | عدوى بسيطة لها مضاعفات قاتلة!
قد تلاحظين بثور وقروح في وجه طفلك تسبب له الإزعاج والشعور بالحكة والحرقان, ويحدث هذا مع كل بداية عام دراسي. في الحقيقة عند اختلاط الأطفال تنتشر بينهم الإصابة بعدوى, الهربس والتي تعد شائعة للغاية وسريعة الانتشار عند الأطفال. لا خلاف بالتأكيد أن عدوى الهربس ,عند الأطفال بسيطة وتختفي تلقائيًا خلال اسبوعين، ولكن مضاعفاته خطيرة للغاية فقد يؤدي إلى الاصابة بالتهابات الدماغ والعمى وقد يؤدي إلى الوفاة عند الرضع.
ما هو الهربس؟
يُعرف أيضًا بقرح البرد وهو عدوى شائعة وشديدة الانتشار وينقسم إلى نوعين:
- الهربس الفموي (HSV-1): يصيب المناطق حول الفم والحلق والشفاه.
- الهربس التناسلي (HSV-2): يصيب الأعضاء التناسلية.
يعتبر الهربس التناسلي أقل انتشارًا عند الأطفال، ولكنه يحدث عندما يكون الطفل مصابًا بالفعل بالهربس الفموي، وينتقل إلى أعضائه التناسلية عندما تلمس يده , مناطق العدوى ثم باقي جسمه، وينتشر الهربس بين الأطفال عبر ملامسة الجلد لشخص مصاب بالفيروس، وتكون العدوى أكثر انتشارًا عندما تكون البثور مفتوحة أو مبتلة.
أعراض الهربس الفموي عند الأطفال

الهربس عند الأطفال | عدوى بسيطة لها مضاعفات قاتلة!
في العادة يكون الهربس الفموي أقل إيلامًا ولا يشعر الطفل المُصاب بالتعب، حيث تظهر التقرحات حول الفم وتظهر أيضاً بداخله، وعلى الرغم من أنها تكون مزعجة إلا أنها في العادة تحدث خلال المرات القليلة الأولى التي تظهر فيها الأعراض.
والشائع أن الهربس الفموي غير مؤذي أو مؤلم عند الأطفال، ولكنه يصبح خطير عند إصابته الأطفال الرُضع، فإذا وُلد طفلك مصابًا بالهربس سيصبح الوضع خطير وقد يتسبب في الوفاة.
ومن أعراض إصابة الرضيع بالهربس ارتفاع درجة الحرارة والإعياء الشديد والدخول في نوبات البكاء غير المبررة، وتبدأ ظهور الأعراض من خمس إلى تسع أيام بعد الولادة.
إذا ظهرت هذه الأعراض على طفلك حديث الولادة فيجب استشارة طبيب الأطفال على الفور.
الهربس عند الأطفال | عدوى بسيطة لها مضاعفات قاتلة!
أعراض الهربس التناسلي عند الأطفال
- من أكثر الأعراض انتشارًا هي ظهور البثور والقُرح حول الأعضاء التناسلية.
- شعور الطفل بالألم حول أعضائه التناسلية ومواجهته صعوبة فى التبول لأن القروح قد تقوم بسد مجرى البول.
- تورم الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط وفي منطقة الحوض.
- شعور الطفل بالتعب والحمى وصداع الرأس.
- قد يصاب الطفل كذلك بضعف الشهية والرغبة المستمرة في النوم، ولكنه يجد صعوبة في ذلك فيلجأ إلى البكاء المستمر.
يستمر ظهور أعراض فيروس الهربس التناسلي من أسبوعين إلى أربع أسابيع وقد تختفي الأعراض، ولكن يستمر تواجد الفيروس في الجسم ويسبب تكرار الإصابة بالعدوى، ورغم أن عدوى الهربس عند الأطفال تعتبر بسيطة وغير مؤلمة، إلا أن الإصابة الأولى لطفلك تكون مؤلمة وتستمر لمدة أطول خاصة, عند الأطفال الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أو اللوكيميا.
متى يصبح الهربس خطيراً؟
- قد تنتشر عدوى الهربس وتصل الى العينين الأمر الذي يؤدي الى التهاب القرنية، وهي المنطقة البيضاء المحيطة بالجزء الملون من العين، وتعتبر عدوى الهربس سببًا رئيسيًا للعمى على مستوى العالم.
- قد يكون الهربس أيضًا سببًا في وفاة الأطفال دون الستة أشهر، فيجب على الوالدين الحرص على منع الجميع من تقبيل أطفالهم، حيث أن الجهاز المناعي لديهم لا يبدأ في التطور إلا بعد عمر الستة أشهر.
الهربس عند الأطفال | عدوى بسيطة لها مضاعفات قاتلة!
طرق تخفيف ألم عدوى الهربس عند الأطفال

عند إصابة طفلك بالعدوى فإن تخفيف الألم هو المهم حتى يتمكن من تناول الطعام والنوم بشكل طبيعي.
- بمجرد ملاحظة ظهور احمرار وحكة في الجلد يجب وضع الكريمات الواقية على الفور فأنتِ هنا تساعدين على سرعة شفاء . طفلك بشكلٍ كبير.
- تجنب ثقب البثور ويفضل مسحها بقطعة قطنية نظيفة ومعقمة باستمرار.
- يمكنكِ وضع قطعة من الثلج الملفوفة بقماشة على البثور للحد من تورم الشفاه.
- تناول المشروبات المثلجة والباردة يساعد أيضًا على تخفيف الألم والتورم مع الحرص على تجنب الأطعمة المالحة ,لمنع تهيج الشفاه.
- الحرص على استخدام غسول الفم والنظافة الشخصية بشكل عام.
- تجنب ملامسة الأطفال الآخرين بالأخص حديثي الولادة والذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي والاكزيما.
- استخدام لوشن يحتوي على واقي للشمس أو أكسيد الزنك ومرطب خاص بالشفاه يساعد أيضًا, فى سرعة الشفاء.
- إذا اضطررتِ يمكنك استخدام عقار إيبوبروفين أو اسيتامينوفين لتخفيف حدة الألم عند طفلك.
نصائح للوقاية من عدوى الهربس عند الأطفال
- اجعلي شعار طفلك لا للتقبيل وأن يكتفى بالمصافحة باليد مع غسل اليد المستمر بالماء والصابون وأن يتجنب ملامسة فمه بيديه أو وجهه بشكل عام.
- في حالة الإصابة احرصي على التعقيم المستمر لكل ما يمكن أن يلمسه الطفل خلال فترة العدوى مع الحرص ألا تلمس يداه مناطق العدوى، ويُفضل تناوله الطعام والشراب في أكواب وصُحون خاصة به حتى لا تنتقل العدوى لباقي أفراد العائلة.
- عدم مشاركة الطفل المصاب أغراضه الخاصة مثل الألعاب ومعجون الأسنان والمناشف مع أحد، ويُفضل أيضًا غسل ملابسه منفردة بعد الاستخدام بالماء الساخن.
- منع الطفل من ملامسة المناطق المصابة أو خدشها حتى لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- تجنب تناول الطفل الأطعمة الحمضية مثل البرتقال والليمون حتى لا تتهيج القروح.
- تجنب التعرض للشمس، حيث أن الأشعة فوق البنفسجية لها دور كبير في تحفيز الفيروسات وتتمكن بذلك من الانتشار بسهولة وإحداث المزيد من العدوى، كما أنها لها دور في إضعاف الجهاز المناعي لدى الأطفال، بالإضافة إلى أن التعرض لأشعة الشمس القوية يتسبب في حروق الشمس، الأمر الذي يؤدي إلى جفاف الجلد ويعتبر الجلد الجاف بيئة مثالية للغاية لانتشار عدوى الهربس.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
- عند تكرار الإصابة بعدوى الهربس عند الأطفال خلال مدة زمنية قصيرة، فإذا أصيب طفلك أكثر من خمس أو ست مرات خلال السنة الواحدة يجب عندها استشارة الطبيب.
- إذا كان عمر الطفل أقل من ستة أشهر، ففي هذا العمر يكون لديهم جهاز مناعي ضعيف للغاية، ويجب الاهتمام بكل طارئ قد يظهر عليهم.
- إذا مر أسبوعين ولم تلتئم القروح بعد، وظهرت عليها علامات العدوى مثل تهيج واحمرار الجلد حول البثور، فقد تكون هذه علامة على عدوى بكتيرية ثانوية تنتشر في مجرى الدم, وتسبب تعفن الدم، الأمر الذي يصبح سببًا رئيسيًا في ضعف الجهاز المناعي, عند الأطفال.
- ضعف شهية الطفل للطعام وشرب السوائل بالإضافة لقلة التبول.
- إذا اقتربت البثور والتقرحات من العين والذي يمكن أن يتسبب بدوره في العدوى القرنية والعمى.
- إذا أصيب الطفل بالحمى المصحوبة بالصداع الشديد، فقد يكون هذا مؤشر على إصابته بعدوى دماغية مثل التهاب السحايا.
وفي النهاية
في الحقيقة عدوى الهربس عند الأطفال ليست ضمن الأمراض التي يمكن أن ينتج عنها مضاعفات خطيرة، حيث أن ثلث الأطفال على الأقل يصابون بالعدوى في نهاية مرحلة الطفولة، وفي الغالب لن تلاحظي التقاط طفلك للعدوى، حيث أن الشائع أن تبقى البثور لمدة أسبوع إلى أسبوعين , ثم تبدأ بالتقشير والاختفاء تلقائيًا، وهذا لا يمنع بالطبع من اعطاء الطفل الأدوية المناسبة، إذا كنت أنت تنزعج بشدة من تلك البثور فما بال طفل لا يعي شيء، فيجب الانتباه فقط إلى الأعراض, غير الطبيعية وسرعة التوجه إلى طبيب الأطفال.
إقرأ أيضاً