الأدوية

دواء الزهايمر الجديد ليكيمبي….هل فعّال؟

دواء الزهايمر الجديد ليكيمبي . يسرق الزهايمر الذكريات ويفترسها حتى يصبح المريض وكأنه بلا هوية لا يتذكر اسمه ولا أحبابه وأصدقائه، إذ يؤثر في الأجزاء المسئولة عن الذاكرة واللغة في المخ، مما قد يسبب فقدان ذاكرة بسيط يعيق المريض عن القيام بأنشطة الحياة اليومية مثل التحدث مع المحيطين به، وحتى ليس معروف سبب الإصابة بمرض الزهايمر، لذلك كان دواء الزهايمر الجديد هو الأمل الحالي في حياة أفضل للمريض، فما هو ليكيمبي؟.

دواء الزهايمر الجديد ليكيمبي
دواء الزهايمر الجديد ليكيمبي

دواعي استعمال دواء الزهايمر الجديد 

صرحت مؤسسة الدواء والغذاء استخدام دواء الزهايمر الجديد ليكيمبي (Leqembi) الذي يحتوي على مادة الليكانيمب (Lecanemab) والذي أظهر نتائج فعّالة في علاج الحالات المبكرة للإدراك البطيء ويمنع المخ من أداء وظائفه الحيوية، ولكن لا يُستخدم في علاج الزهايمر في الحالات المتوسطة والشديدة.

ينتمي ليكيمبي إلى الأدوية المضادة وحيدة النسيلة (Monoclonal antibodies) والمضادة للأميلويد بيتا (Anti-amyloid Beta)، ويُستخدم بمفرده أو مع أدوية الزهايمر الأخرى

آلية عمل دواء الزهايمر الجديد 

يزيل البروتين المسؤول عن الإصابة بمرض الزهايمر وتطوره في المخ، إذ تنتقي الأجسام المضادة بروتين أميلويد (amyloid protein) والذي يُعد من أكثر البروتينات سُمية للخلايا العصبية.

ما مدى فعالية دواء الزهايمر الجديد 

أجرى العلماء تجارب معملية على 1795 مريضاً بالزهايمر في مرحلة مبكرة، وأثمرت النتائج عن إبطاء تطور مرض الزهايمر بنسبة 27٪ بعد علاج دام لمدة 18 شهراً مقارنةً بالمرضى الذين تلقوا العلاج الوهمي.

ووصلت نسبة بروتين أميلويد إلى معدلها الطبيعي بنسبة 26%، بالإضافة إلى تحسُن القدرات المعرفية بنسبة 26%، وقلة عدد الخلايا العصبية التي تموت يوماً بعد يوم أثناء الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 37%.

اختبر العلماء دواء الزهايمر الجديد على الأفراد المُعرضون للإصابة بمرض الزهايمر بسبب زيادة تركيز بروتين الأميلويد ولكنهم لا يعانون من أي مشاكل سلوكية أو إدراكية، بالإضافة إلى المرضى الذين يعانون من نقص حاد في مادة الأميلويد الذي عاد إلى معدله الطبيعي مع تجربة دواء ليكيمبي.

كما يقلل الخطر الذي يحيط بمريض الزهايمر بسبب زيادة فرص الإصابة بالنزيف لا يتعدى واحد سنتيمتر نتيجة لتراكم بقايا الأميلويد في الأوعية الدموية والذي يحدث بنسبة 0.6%، ويندر حدوث نزيف خطير يؤدي للوفاة.

بالإضافة إلى نتائج المرحلة الثانية من التجارب التي أُجريت على 856 مريضاً بالزهايمر والذي قلَّل صفائح المخ ولكنه لم يوضح هل له دوراً قي تحسن القدرات الإدراكية.

كما حدث في المرحلة الثالثة من التجارب لعدد من المرضى الذين يعانون من قصور في تصوير الأميلويد (amyloid-related imaging abnormalities)، ولكن انتهت هذه التجارب بوفاة المتطوعين الثلاثة يسبب النزيف في المخ الذي ساء أكثر عند استخدام الأدوية المضادة للتجلط بنسبة 2.4%، ويحتم إجراء أشعة رنين مغناطيسي على المخ قبل البدء في العلاج، وقبل الجرعة (5,7,14).

جرعة دواء الزهايمر الجديد 

يحصل المريض على جرعته من خلال التسريب الوريدي بعد تخفيفه في 250 مل محلول ملح تركيزه 0.9%، والجرعة هي:

  • 200 مجم لكل 2 مل.
  • 500 مجم لكل 5 مل.

يحتوي كل مل على:

  •  100 مجم من مادة ليكانيمب
  • 42.13 مجم من هيدروكلوريد الأرجنين (arginine hydrochloride).
  • 0.18 مجم من الهيستيدين (histidine).
  • 4.99 مجم من هيستيدين هيدروكلوريد مونوهيدرات (histidine hydrochloride monohydrate).
  • 0.50 مجم من بولي سوربيت (polysorbate 80).
  • ماء للحقن (PH=5).

هل دواء الزهايمر الجديد آمن

تتلخص أضرار دواء الزهايمر الجديد في عدة أعراض بسيطة أو متوسطة بنسبة 96%، وحدثت بعد الجرعة الأولى من الدواء بنسبة 75%، ومن أهم هذه الأعراض:

  • الشعور بالرعشة.
  • حمى.
  • طفح جلدي.
  • احمرار الوجه.
  • آلام في الجسم.
  • تورّم اللسان والوجه والشفاه والحلق.
  • صعوبة أثناء المشي.
  • التشتت الذهني.
  • قصور في التنفس.
  • آلام المفاصل.
  • أعراض تشبه الانفلونزا.
  • انخفاض معدل الأكسجين.
  • ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.
  • رجفان أذيني (Atrial fibrillation).
  • نقص الخلايا الليمفاوية (Lymphopenia).
  • المعاناة من تجمع السوائل في المخ بنسبة 12.6% والتي تكون عادة دون حدوث أعراض، ولكن يمكن الكشف عنها من خلال أشعة الرنين المغناطيسي.
  • المعاناة من نزيف في المخ بنسبة 17.3%.

وإذا تكرر حدوث هذه الأعراض أكثر من مرة، يلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية مثل الباراسيتامول، والدايفينهيدرامين (diphenhydramine)، والبينادريل (Benadryl) أو التايلينول (Tylenol) للتحكم في هذه الأعراض. 

أظهرت نتائج التجارب الحديثة قلة معدل الأعراض الجانبية لدواء ليكيمبي ليتفوق على دوكانوماب (aducanumab).

وفي الأغلب يكون تورم الدماغ والنزيف في المخ مؤقتاً ودون أعراض، ولكن قد يعاني البعض من بعض الأعراض البسيطة مثل:

  • الصداع.
  • التشتت الذهني.
  • تشوش الرؤية.
  • الغثيان.
  • الدوخة.
  • تشنجات.

ما الفرق بين دوكانوماب وليكانيمب 

يوجد أوجه تشابه بين دوكانوماب وليكانيمب وتتلخص في الآتي:

  • كلاهما من صنع نفس الشركة الطبية.
  • يحصل المريض على الجرعة من خلال الحقن الوريدي.
  • يعتمدان على نفس آلية العمل من خلال نزع بروتين الأميلويد من المخ باستخدام الأجسام المضادة.

بينما تتضمن أوجه الاختلاف بينهما في الآتي:

  • يرتبط ليكانيمب اللييفات الأولية (protofibrils) بقوة والتي تُعد أكثر الأنواع السامة من بروتين الأميلويد، بينما يرتبط دوكانوماب باللييفات (fibrils) بقوة.
  • أعطى ليكانيمب نتائج إيجابية بالتأثير في القدرات الإدراكية، بينما أعطى دوكانوماب نتائج مختلطة فكانت إحداهما إيجابية والأخرى سلبية.

موانع استخدام دواء الزهايمر الجديد 

يحذر الخبراء من استخدام الأدوية المرققة للدم (blood thinners) أثناء استخدام ليكيمبي، بالإضافة إلى منع استخدامه لمن يعانون من طفرة جينية تزيد من خطر الإصابة بتورّم الدماغ والنزيف في المخ.

سعر دواء ألزهايمر الجديد 

على الرغم من توفره بالأسواق العالمية إلا أنه باهظ الثمن، إذ يبلغ سعره 26,500 دولاراً سنوياً ليحصل المريض على جرعته من خلال التسريب الوريدي (intravenous infusion)  كل أسبوعين 10 مجم لكل كجم.

تجربتي في علاج الزهايمر

لا يُعد ليكيمبي علاجاً فعلياً، فلن يتوقف مرض الزهايمر عن التطور للأسوأ بل يعطّل تطور القدرات الإدراكية ليحيا المريض وقتاً أطول تمتد من 6 أشهر لسنة وهو سعي كل ما حوله، لذلك كان ذلك الحل الأمثل لي من أجل حياة أفضل لمدة أطول مع أسرتي وأصدقائي. 

دواء الزهايمر الجديد ليكيمبي
دواء الزهايمر الجديد ليكيمبي

كم من الوقت يعيش مريض الزهايمر

تسوء أعراض الزهايمر وتطور بمرور الوقت وعلى الرغم من اختلاف معدل تطور المرض من شخص لآخر إلا أن متوسط عمر مريض الزهايمر لا يزيد عن 4-8 سنوات بعد التشخيص، ولكن لا يوجد ما يؤكد ذلك فقد يعيش مريض الزهايمر أكثر من ذلك أو أقل إذا شخصه الطبيب في العقد الثامن أو التاسع من عمره.

تبدأ التغيرات في المخ قبل ظهور أعراض مرض الزهايمر بفترة طويلة قد تصل إلى عدة سنوات ويطلق الطب على هذه الفترة “مرض الزهايمر قبل السريري” (preclinical Alzheimer’s disease).

ختامًا، مؤكد أننا نريد زيادة أرقام هذه الإحصائيات وعلى الرغم من ذلك تعِدنا هذه النتائج بمستقبل أفضل في علاج مرض الزهايمر، وكلما طالت مدة العلاج كلما كان أفضل، ولكننا نحتاج لمزيد من الدراسات والأبحاث للتأكد من مدى فعالية دواء الزهايمر الجديد.

المصادر

زر الذهاب إلى الأعلى