الصحة النفسية

علاج مرض الأعصاب النفسي بالاعشاب

علاج مرض الأعصاب النفسي بالاعشاب هل هو فعال وآمن؟ هل من الممكن أن يحل محل العلاج الطبي؟ يطرح الأشخاص المصابون بهذا المرض هذه الأسئلة قبل تناول الأعشاب الطبيعية كعلاج له ورغبتهم في الابتعاد عن العلاج الطبي والأدوية المستخدمة فيه بسبب آثارها الجانبية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان العلاج بالأعشاب قادرًا حقا على علاج مرض الأعصاب النفسي أم أن هذه مجرد شائعات؟

هل يمكن علاج مرض الأعصاب النفسي بالاعشاب؟

مرض الأعصاب النفسي هو مرض عصبي لا يتعارض مع إدراك الفرد للواقع المحيط به، وتتشابه أعراضه مع أعراض القلق والذي يؤثر على الأنشطة اليومية بشكل واضح، بما في ذلك الإصابة بالاكتئاب والقلق، وقد يحدث نتيجة للتعرض لما يلي:

  • حادث أو صدمة نفسية أو جسدية أثرت على الشخص.
  • يمكن الإصابة بالاضطرابات المتعلقة بهذا المرض كأثر جانبي لبعض الأدوية.
  • الإصابة ببعض أنواع العدوى.
  • العامل الوراثي والطفرة الجينية من العوامل المهمة في هذا أيضًا.
  • بعض الأمراض والاضطرابات الأخرى مثل اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه.
  • وقد يحفز التعرض لبعض العوامل البيئية المحيطة الإصابة بهذا المرض.

والجدير بالذكر أن بعض الأشخاص قاموا باستخدام العديد من الأعشاب في هذه الحالة لأنها تساعد على تخفيف مشاعر القلق ولأنهم يعتقدون أنها تعمل بشكل فعال على التخلص من اضطرابات هذا المرض، والتي سيتم توضيحها في وقت لاحق.

يتضمن علاج مرض الأعصاب النفسي بالاعشاب ما يلي:

1- اللافندر

يسمى اللافندر أيضًا بالخزامى، وموطنه الأصلي هو البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط والهند، وتستخدم الزهور وأوراق هذه العشبة في الطب التقليدي، وتحتوي على العديد من المواد الكيميائية المفيدة، وأهمها:

  • خلات الليناليل (Linalyl Acetate).
  • الليناولول (Linalool).

يساعد اللافندر على الحد من القلق وتهدئة الأعصاب، ويمكن استخدامه كشاي أو زيوت عطرية، ولتقييم تأثيره على مرض الأعصاب النفسي، أجرى مراجعة عام 2017 عن طريق أخصائيون من الجامعة الغربية للعلوم الصحية وجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت مزاياه على النحو التالي:

  • وقد استعرضت الدراسات العشوائية التي تنطوي على ما لا يقل عن 10 أشخاص يعانون من اضطرابات القلق المعتدلة إلى الشديدة.
  • تم تحديد خمس دراسات فقط، جميعها في ألمانيا، واستمرت من 6-10 أسابيع، استخدم خلالها زيت اللافندر الذي يتم تناوله عن طريق الفم.
  • وكان معظم المشاركين من الإناث بنسبة 66 في المائة إلى 77 في المائة، وكان متوسط العمر من 45 إلى 49 سنة.
  • وقد استبعد الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض العقلية والعصبية.

وأشارت المراجعة إلى أن اللافندر له خصائص تخفف من أعراض المرض العصبي النفسي، فضلاً عن تأثيره المهدئ دون التسبب في النعاس، واستخدامه لا ينطوي على مخاطر مثل الانسحاب أو الاعتماد.

محاذير استخدام اللافندر

يٌعتقد أن تطبيق زيت اللافندر على الجلد موضعيًا يمكن أن يؤدي إلى تضخم أنسجة الثدي لدى الأطفال قبل سن البلوغ، وتجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من المحاذير التي يجب معالجتها عند استخدام اللافندر، وهي على النحو التالي:

  • لا ينبغي أن تستخدم النساء الحوامل والمرضعات اللافندر، لأنه لا يوجد دليل على أنه آمن للاستخدام.
  • وينبغي عدم استخدامه قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة، لأنه يبطئ عمل الجهاز العصبي المركزي.

فمن الأفضل استشارة الطبيب قبل استخدام مقتطفات عشبة اللافندر.

2- الناردين المخزني

يسمي بالناردين الطبي وتوجد في أوروبا وأجزاء من آسيا، وتُستخدم جذورها، ومن أهم المركبات التي تحتوي عليها هي:

  • حمض الأورسوليك (Ursolic).
  • حمض الفاليرينك.
  • بيتا السيتوستيرول (b-Sitosterol).

يساعد الناردين المخزني على علاج مرض الأعصاب النفسي بالاعشاب، ويمكن استخدامه كشاي أو صبغة أو أقراص، ولاكتشاف تأثيره المهدئ في حالة القلق، تم إجراء مراجعة في عام 2020 عن طريق أخصائيون من الجامعات في اليابان وبريطانيا، وتم إجراءها على النحو التالي:

  • تمت دراسة سبعة أبحاث، وجدت نتائج إيجابية في فعالية الناردين المخزني لعلاج مرض الأعصاب النفسي في 6 منها.
  • تم قياس مستوى القلق عند الأشخاص باستخدام مقياس تصنيف هاملتون للاكتئاب.

كانت نتائج هذه الدراسة أن عشبة الناردين المخزي يساعد في الحد من اضطرابات هذا المرض لاحتوائه على العديد من العناصر النشطة، وتساهم أيضًا في تخفيف الأعراض، ولكن يجب إجراء المزيد من الأبحاث، وذلك للتأكد من سلامة استخدامها وفعاليتها.

محاذير استخدام الناردين المخزني

يُعتبر استخدام هذه العشبة آمن وفعال، خاصة عندما تؤخذ عن طريق الفم، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك الصداع واضطرابات المعدة، وهناك محاذير للنظر فيها عند استخدام هذه العشبة، وتشمل ما يلي:

  • لا يفضل استخدامها أثناء الرضاعة أو الحمل لأنه لا توجد معلومات تؤكد سلامتها.
  • يجب التوقف عن تناوله قبل أسبوعين من الجراحة، حيث أن هذه العشبة تبطئ عمل الجهاز العصبي المركزي، مما يؤثر على أدوية التخدير أثناء الجراحة.

الاستخدام قصير الأجل للناردين المخزني عادة ما يكون آمنًا، ولكن الاستخدام لفترات طويلة قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية.

3- البابونج

يسمى البابونج أيضًا بالبابونج الألماني، وموطنه الأصلي في أوروبا وغرب آسيا، والجزء الذي يتم استخدامه منه هو الزهور، والتي تحتوي على العديد من المركبات الكيميائية النشطة، بما في ذلك:

  • الأحماض الكربوكسيلية.
  • الفلافونيد (Flavonoid).
  • الكومارين (Coumarin).
  • الميوسين (Myosin).

يُعتبر استخدام البابونج كأقراص أو شاي أو كريم الجلد له تأثير إيجابي، وقد تم فحص هذا في دراسة أجريت عام 2016 من قبل باحثين من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة، وكانت مزاياه كما يلي:

  • وكان الهدف منها تقييم تأثير استخدام البابونج على المدى الطويل على اضطرابات المرض النفسي.
  • وتضمنت الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطرابات المرض النفسي المعتدلة إلى الخطيرة.

وكانت نتائج الدراسة أن استخدام البابونج على المدى الطويل يساعد على القضاء على أعراض مرض الأعصاب النفسي وعلاجه ويلعب دورًا مهمًا في تخفيف الأعراض المرتبطة بظروف القلق المعتدلة والشديدة.

محاذير استخدام البابونج

يمكن أن يؤدي الاستخدام الموضعي للبابونج إلى رد فعل تحسسي، ونتيجة لذلك ستظهر بعض الأعراض مثل الطفح الجلدي والحكة وضيق التنفس، وفي هذه الحالة يجب عليك الذهاب إلى الطبيب للعلاج، وهناك العديد من المحاذير التي يجب توضيحها عند استخدام البابونج، بما في ذلك:

  • يجب على الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النزفية عدم استخدام البابونج لأنه يؤثر على تخثر الدم.
  • تجنب استخدامه عند تطوير بعض الأمراض التي تفاقمت بسبب هرمون الاستروجين لأن آلية البابونج في الجسم مشابهة لآلية عمل هذا الهرمون، بما في ذلك:
    • سرطان المبيض.
    • سرطان الثدي.
    • سرطان الرحم.
  • من الأفضل تجنب استخدام البابونج قبل وبعد الجراحة بأسبوعين.

بشكل عام، يكون استخدام البابونج آمنًا، خاصة عندما يؤخذ بكميات معتدلة.

4- الكافا

تٌعتبر الكافا من الأعشاب التي تندرج تحت عائلة الفلفل، ويبدو أن لها تأثير واضح في علاج مرض الأعصاب النفسي بالاعشاب، ولكنها يمكن أن تؤثر سلبًا على الكبد، ولذلك يجب عليك توخي المزيد من الحذر وإشراك طبيبك في هذا الأمر إذا كنت تريد استعمال المنتجات التي تحتوي على عشبة الكافا.

5- بلسم الليمون

أشارت الأبحاث الأولية إلى أن بلسم الليمون يمكن أن يقلل من بعض الأعراض، مثل العصبية والإثارة، ويعتبر آمنًا للاستخدام على المدى القصير، ولكن استخدامه على المدى المتوسط والطويل يمكن أن يسبب الغثيان وآلام البطن.

هل علاج مرض الأعصاب النفسي بالاعشاب آمن وفعال؟

يجب أن تعرف أن كل ما يأتي من الطبيعة ليس دائما آمنًا ونادرًا ما يحقق نتيجة، والبحوث القائمة على فعاليته مشكوك فيها أو قليلة وغير مجربة على نسبة كبيرة من الناس، لذلك لا تحاول الإفراط في استخدام هذه الأعشاب، أو تعتقد أنها بديل للاستشارة الطبية وأخذها دون إشراف طبيب بجرعات كبيرة.

إذا كنت تفكر في تناول المكملات العشبية كعلاج لمرض الأعصاب النفسي، فيجب أن تتواصل مع طبيبك أولاً، لأنه من الممكن أن تتفاعل هذه المكملات بطريقة سلبية خاصة مع تناول بعض الأدوية الاخرى.

بعض المكملات العشبية التي يتم تناولها قد تجعلك تشعر بالنعاس، فقد تكون غير آمنة عند تناولها أثناء القيام بمهام خطيرة أو القيادة، ولكن رأي طبيبك مهم لأنه سيساعدك على فهم المخاطر والفوائد المحتملة إذا اخترت تجربة العلاج بالأعشاب.

في نهاية المقال بعد أن ذكرنا علاج مرض الأعصاب النفسي بالاعشاب، من الممكن أن يكون فعال مع بعض الأشخاص ولا ينجح مع البعض الآخر، لذلك يجب عليك استشارة الطبيب الخاص بك لاكتشاف ما إذا كان هذا العلاج مناسب لحالتك.

زر الذهاب إلى الأعلى