غيبوبة الكبد | أسبابها وكيفية علاجها

تحدث غيبوبة الكبد بسبب بعض التغيرات في المخ وتظهر أعراضها على الأشخاص الذين يعانون أمراض الكبد في مراحله الأخيره، فهي أحد مضاعفات تليف الكبد، فكيف تحدث هذه الغيبوبة؟ وما أسبابها؟ وكيفية الوقاية منها؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال.
ما هي غيبوبة الكبد؟
أحد أهم الأشياء التي يقوم بها الكبد هو التخلص من المواد الضارة التي يصنعها الجسم أو يحول هذه المواد الضارة إلى غير ضارة ليستفيد منها الجسم.
وفي حال تلف الكبد يصبح غير قادر على العمل بصورة صحيحة، ويؤدي ذلك إلى تراكم المواد الضارة والسموم في مجرى الدم وبالتالي تصل إلى المخ.
وعند وصول السموم وخاصةً الأمونيا إلى المخ يصل المريض إلى أعراض المرحلة الأخيرة لمرض الكبد التي تتضمن اعتلال الدماغ الكبدي، وإن لم تعالج قد تصل إلى الغيبوبة.
وبالإضافة إلى تراكم المواد الضارة والسموم في الدم التي تسبب اعتلال الدماغ الكبدي يمكن أن تؤدي عوامل أخرى مثل الجفاف أو الإمساك أو العدوى أيضا إلى نفس النتيجة.
مراحل غيبوبة الكبد
وفقا لمؤسسة الكبد الأمريكية، هناك خمس مراحل تؤدي في النهاية إلى هذه الغيبوبة، وهم:
- المرحلة 0: في هذه المرحلة يظهر الحد الأدنى للأعراض التي تتمثل في عدم القدرة على التنسيق أو التركيز.
- المرحلة 1: تظهر أعراض خفيفة في هذه المرحلة مثل حدوث اضطرابات النوم وعدم القدرة على الانتباه لمدة زمنية طويلة.
- المرحلة 2: تكون الأعراض معتدلة في هذه المرحلة مثل فقدان الذاكرة والكلام غير المفهوم أو غير المنسق.
- المرحلة 3: تظهر في هذه المرحلة أعراض شديدة مثل تغيرات الشخصية والارتباك والخمول الشديد.
- المرحلة 4: تصل آخر مرحلة إلى حدوث فقدان الوعي والغيبوبة الكبدية.
أسباب الغيبوبة الكبدية
غالبًا ما تظهر هذه الغيبوبة في مراحل متأخرة من أمراض الكبد أي بعد تلف الكبد وظهور اعتلال الدماغ الكبدي والتي من أسبابه:
- الجفاف.
- وجود عدوى في الكبد.
- وجود مشكلات في الكلى.
- إجراء بعض الجراحات.
- الإفراط في تناول المكملات العشبية.
- تناول الكثير من الأدوية التي تضر الكبد.
- استهلاك الكثير من البروتين ضمن النظام الغذائي.
- عدم توازن المعادن في الدم مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
أعراض غيبوبة الكبد

يمكن أن تتراوح الأعراض المنذرة بحدوث هذه الغيبوبة من خفيفة إلى شديدة ويمكن أن تختلف من شخص لآخر وقد تتطور الأعراض بسرعة أو ببطء، فالأعراض المبكرة تتمثل في:
- الحيرة.
- النسيان.
- تغيرات المزاج.
- تغير رائحة النَفَس.
- ضعف التركيز.
- تغير نمط النوم.
- عدم القدرة على عمل حركات دقيقة باليد مثل الكتابة.
أما الأعراض الشديدة التي ينبغي استشارة الطبيب فورًا عند ظهورها عند مريض الكبد هي:
- حركات غير عادية.
- القلق الشديد.
- التشنجات.
- الارتباك الشديد.
- الإحساس المستمر بالنعاس أو التعب.
- تغير الشخصية بصورة واضحة.
- عدم القدرة على الكلام بصورة طبيعية.
- التحرك ببطء.
تشخيص الغيبوبة الكبدية
يمكن تشخيص هذه الغيبوبة بإجراء بعض اختبارات الدم التي تكشف عدم توازن المعادن في الدم (مثل نقص صوديوم أو نقص البوتاسيوم في الدم).
كما يمكن قياس نسبة الأمونيا في الدم لمراقبة فعالية دواء معين في خفض نسبة الأمونيا عند حدوث غيبوبة كبدية، ولكنه غالبًا قد لا يستخدم في تشخيص هذه الغيبوبة.
علاج غيبوبة الكبد
بمجرد استبعاد الحالات المرضية الأخرى التي قد تكون السبب في حدوث الغيبوبة يتضمن العلاج الأولي تحديد العوامل المحفزة للغيبوبة وعلاجها وتجنبها إذ يمكن علاج ما يقرب من 90% من المرضى باتباع هذه الطريقة فقط، ويجب أن تشمل أهداف العلاج السيطرة على:
- العدوى.
- نزيف الجهاز الهضمي.
- الإفراط في إدرار البول.
- الجفاف.
- عدم توازن نسبة المعادن في الدم.
- الإمساك (Constipation).
ومن المهم تجنب استخدام الأدوية المهدئة أو المخدرة؛ لأنها تزيد الإمساك وبالتالي يجب استخدامها بأقل جرعة ممكنة إن تطلب الأمر ذلك مع تناول المسهلات المناسبة للمريض في وقت واحد، ومن الأدوية التي تستخدم في علاج هذه الغيبوبة: لاكتولوز وريفاكسيمين.
اللاكتولوز
يُعد اللاكتولوز (Lactulose) هو الاختيار الأمثل لعلاج غيبوبة الكبد، وتعتمد فاعليته على:
- القدرة على تقليل إنتاج الأمونيا من الأمعاء وتقليل امتصاصها لما له من تأثير ملين.
- زيادة الامتصاص البكتيري للأمونيا.
- تثبيط نشاط انزيم الغلوتاميناز مما يؤدي إلى تقليل إنتاج الأمونيا المعوية.
ووجدت إحدى الدراسات أن استخدام اللاكتيلوز لمرضى الكبد يمنع تطور هذه الغيبوبة كما يقلل تكرار حدوثها، وجرعة البدء الموصى بها من اللاكتولوز هي 25 مل كل 12 ساعة حتى يُخرِج المريض براز لين على الأقل مرتين يوميًا.
ويجب تقليل الجرعة على حسب الحاجة مع المحافظة على جرعة تسبب إخراج البراز من مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، ويمكن أن يكون عدم الالتزام بالتعليمات عاملا مساهمًا في فشل العلاج.
وقد يؤدي فشل العلاج في كثير من الأحيان إلى الإفراط في تأثير الملين وظهور بعض الأعراض مثل الغثيان وانتفاخ البطن؛ لذلك ينبغي إعطاء المريض الجرعة الموصوفة من الطبيب دون تغيير لتقليل الآثار الجانبية وتحقيق أقصى قدر من الفعالية.
إن كان المريض لديه حساسية من اللاكتيلوز أو لا يمكن استخدامه لأي سبب من الأسباب يمكن استخدام ملينات بديلة أو الحقن الشرجية العادية على الرغم من أن هذا سيكون له تأثير أقل على نسبة الأمونيا الموجودة في الدم.
ريفاكسيمين
يُعد الريفاكسيمين (Rifaximin) مضاد حيوي يؤخذ بالفم ويُمتص بصورة ضئيلة من الأمعاء ويُستخدم في تقليل البكتيريا الموجودة في الأمعاء طبيعيًا مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الأمونيا وامتصاصها.
وفي تجربة تضمنت 299 مريضًا قلل ريفاكسيمين من دخول المستشفى للمرضى الذين يعانون اعتلال الدماغ الكبدي على مدى 6 أشهر، وتجدر الإشارة إلى أن 273 (91.4٪) من المرضى في هذه الدراسة كانوا يستخدمون اللاكتولوز أيضًا.
وأظهرت دراسة أخرى سلامة استخدام ريفاكسيمين على المدى الطويل؛ لذلك يوصي الأطباء بتناول الريفاكسيمين للمرضى الذين يعانون من أعراض مستمرة من اعتلال الدماغ الكبدي أو الغيبوبة الكبدية لمنع تكرارها.
الوقاية من غيبوبة الكبد
يمكن أن تساعد النصائح التالية الناس على حماية كبدهم من الأمراض والعدوى، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض الكبد وبالتالي تقليل الإصابة بهذه الغيبوبة:
- تجنب الاستهلاك المفرط للكحول.
- تجنب الأطعمة الغنية بالدهون.
- الحفاظ على وزن صحي للجسم.
- غسل اليدين جيدًا بعد استخدام الحمام.
- الامتناع عن مشاركة السرنجات.
- التطعيم ضد التهاب الكبد الفيروسي A و B.
غيبوبة الكبد والموت
لا يعني وصول مريض الكبد إلى الغيبوبة أنه قد اقترب موته، فإن قدمت له الرعاية الصحية بصورة صحيحة فقد يبقى على قيد الحياة بعد الإفاقة من الغيبوبة.
ففي إحدى الدراسات كان البقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بتليف الكبد الذين يعانون من غيبوبة الكبد 36٪ في عام واحد و15٪ في 5 سنوات.
وفي دراسة أخرى كان احتمال البقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بتليف الكبد بعد الإصابة الأولى بغيبوبة الكبد 42٪ في عام واحد و23٪ في 3 سنوات.
الخلاصة
غيبوبة الكبد غالبًا ما تحدث في المرحلة الأخيرة من أمراض الكبد نتيجة تراكم السموم في مجرى الدم وخاصةً الأمونيا، ويمكن علاجها باستخدام الملينات مثل اللاكتولوز مع المضادات الحيوية مثل ريفاكسيمين.
ويمكن الوقاية من هذه الغيبوبة بتناول الطعام الصحي المتوازن والالتزام بالتطعيمات ضد الفيروسات الكبدية مثل التهاب الكبد A والتهاب الكبد B.