الصحة النفسية

مرض الأعصاب النفسي: الأنواع والأسباب والتشخيص

يُعتبر مرض الأعصاب النفسي ضمن حالات الصحة النفسية وهي عبارة عن اضطرابات في تفكير الشخص أو شعوره الذي يعكس مشكلة في الوظيفة النفسية، والتي بدورها تسبب الضيق أو الإعاقة في الأنشطة الاجتماعية أو العمل.

مثلما تُستخدم عبارة “المرض الجسدي” لوصف مشاكل الصحة الجسدية، فإن مصطلح “المرض النفسي” يشمل مجموعة من حالات الصحة النفسية.

ما هو مرض الأعصاب النفسي؟

تُعرِّف الجمعية الأمريكية للطب النفسي مرض الأعصاب النفسي بأنه حالة صحية تعتمد على تغيرات في المشاعر أو السلوك أو التفكير أو مزيج من هذه التغييرات.

إذا تُرك هذا المرض دون علاج، فيمكن ان يكون له تأثير كبير على الحياة اليومية، بما في ذلك رعاية الأسرة، وقدرتك على العمل، والتفاعل والتواصل مع الآخرين.

على غرار وجود حالات طبية أخرى مثل أمراض القلب ومرض السكري، فلا عيب في الإصابة بمرض نفسي، حيث يتوفر له الدعم والعلاج.

ما هي أنواع مرض الأعصاب النفسي؟

هناك العديد من أنواع مرض الأعصاب النفسي المدرجة في الإصدار الخامس من الدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، وهو دليل التشخيص الصادر من جمعية الطب النفسي الأمريكية الذي يصنف الأمراض في فئات بناءً على معايير التشخيص الخاصة بها.

فيما يلي بعض الأمراض العصبية والنفسية الاكثر شيوعًا التي تصيب الأشخاص:

اضطراب القلق المعمم

يتجاوز شعور اضطراب القلق المعمم شعور القلق اليومي الطبيعي، حيث أنه يجعل الشخص يشعر بالقلق الشديد بشأن العديد من الأشياء بدون سبب معين.

يمكن أن يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالتوتر الشديد بشأن تجاوز اليوم، ويعتقدون أن الأمور لن تعمل لصالحهم ابداً.

ويؤدي اضطراب القلق المعمم أحياناً إلي منع الأشخاص من إنجاز المهام والأعمال اليومية.

اضطراب الوسواس القهري

يسبب اضطراب الوسواس القهري (OCD) وساوساً وأفكاراً متكررة ومستمرة، وتحدث هذه الأفكار برغبات غير منطقية وغير ضرورية للقيام ببعض السلوكيات أو الإكراهات.

يدرك الأشخاص المصابين بالوسواس القهري أن أفعالهم وأفكارهم غير معقولة، ومع ذلك لا يمكنهم السيطرة عليها.

اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو مرض نفسي يحدث بعد مشاهدة أو تجربة حادث صادم.

يمكن أن تتراوح التجارب التي تسبب هذا الاضطراب من الأحداث المتطرفة، مثل الكوارث الوطنية والحروب، إلى الإساءة الجسدية أو اللفظية.

وتشمل أعرض اضطراب ما بعد الصدمة الشعور بالدهشة بسهولة واسترجاع ذكريات الماضي.

اضطراب الاكتئاب الحاد

يتسبب اضطراب الاكتئاب الحاد (MMD) في الشعور باليأس أو الحزن الشديد الذي يستمر لمدة أكثر من أسبوعين، وتُعرف هذه الحالة بالاكتئاب السريري.

يمكن أن ينزعج الأشخاص المصابون بهذه الاضطراب من حياتهم لدرجة أنهم يحاولون أو يفكرون في الانتحار.

فصام

يضعف الفصام إدراك الأشخاص للواقع والعالم من حولهم، ويمنعهم من ارتباطهم بالآخرين، لذلك إنها حالة خطيرة وتحتاج إلى العلاج.

وقد يعانون الأشخاص المصابون بالفصام من الأوهام والهلوسة ويسمعون أصواتًا لأشخاص غير موجودين.

اضطراب ثنائي القطب

يصيب اضطراب ثنائي القطب الكثير من الناس كل عام، وهو مرض نفسي يُعرف بنوباته الشديدة من ارتفاعات الطاقة والهوس والاكتئاب، ويمكن ان يؤثر على مستوى الطاقة عند الأشخاص وقدرتهم على التفكير بشكل طبيعي.

تُعتبر التقلبات المزاجية الناتجة عن هذا الاضطراب أكثر حدة من التقلبات الطفيفة التي يمر بها معظم الناس يوميًا.

اضطراب القلق الاجتماعي

يُطلق على هذا الاضطراب أحيانًا الرهاب الاجتماعي، ويسبب خوفًا شديدًا من الأحداث أو المواقف الاجتماعية.

ويمكن أن يصبح الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي قلقين للغاية بشأن وجودهم مع أشخاص آخرين، فقد يشعرون وكأنهم يحكمون عليهم.

ما هي أسباب مرض الأعصاب النفسي؟

على الرغم من أن أسباب مرض الأعصاب النفسي الدقيقة غير معروفة، إلا أنه أصبح من الواضح من خلال الدراسات أن هذه الحالة ناتجة من مجموعة من الأسباب النفسية والبيئية والبيولوجية.

الأسباب النفسية

تشمل الأسباب النفسية التي قد تساعد في الإصابة بهذا المرض ما يلي:

  • خسارة مبكرة مهمة، مثل خسارة أحد الوالدين.
  • عدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
  • صدمة نفسية شديدة، مثل الاعتداء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي.
  • الإهمال.

الأسباب البيئية

يمكن أن تؤدي ضغوطات الحياة إلي الإصابة بمرض عصبي أو نفسي، وتشمل ما يلي:

  • خلل في الحياة الأسرية.
  • تغيير الوظائف أو المدارس.
  • الشعور بتدني احترام الذات أو بعدم الكفاءة أو الغضب أو القلق أو الوحدة.
  • الموت أو الطلاق.
  • التوقعات الثقافية أو الاجتماعية (على سبيل المثال، قد يكون المجتمع الذي يربط الجمال بالنحافة سبباً في اضطرابات الأكل).

الأسباب البيولوجية

تم ربط الأمراض النفسية والعصبية بوظائف غير طبيعية للمسارات التي تربط مناطق محددة من الدماغ أو دوائر الخلايا العصبية.

تتواصل هذه الخلايا العصبية داخل دوائر الدماغ عن طريق مواد كيميائية وتُعرف بالناقلات العصبية، ويمكن أن يساهم التبديل والتغيير في هذه المواد الكيميائية من خلال العلاج النفسي أو الأدوية في تشغيل الدوائر الدماغية بكفاءة أعلى.

تشمل العوامل البيولوجية الأخرى التي يمكن أن تكون سبب في تطور هذا المرض ما يلي:

  • عيوب أو إصابات الدماغ

يمكن أن تكون العيوب أو الإصابات في مناطق محددة من الدماغ من أسباب مرض الأعصاب النفسي.

  • تلف ما قبل الولادة

أظهرت بعض الأدلة إلي أن خلل نمو دماغ الجنين المبكر أو الصدمة في وقت الولادة، مثل فقدان الأكسجين للدماغ قد يكون عاملاً في تطور بعض الحالات النفسية، مثل اضطراب طيف التوحد.

  • العدوى

ترتبط بعض أنواع العدوى بتطور المرض العصبي وتفاقم أعراضه، حيث تم ربط حالة تُسمي اضطراب المناعة الذاتية العصبية للأطفال (PANDAS) بتطور اضطراب الوسواس القهري وبعض الأمراض النفسية الأخرى عند الأطفال.

  • الوراثة

تنتشر الأمراض النفسية أحياناً بين أفراد الأسرة، مما يشير إلى أن الأشخاص الذين لديهم أحد أفراد العائلة مصاب بمرض عقلي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بنفس المرض أو نوع مختلف.

تنتقل القابلية للإصابة بين أفراد الأسرة من خلال الجينات، ويعتقد الخبراء أن العديد من الأمراض العصبية مرتبطة بخلل في العديد من الجينات، وأن كيفية تفاعل هذه الجينات أمر فريد لكل شخص حتى التوائم المتطابقة.

هذا هو السبب في أن الشخص يمكن أن يرث الإصابة بمرض عصبي ولا يصاب بالضرورة بالمرض، حيث أنه تحدث الأمراض النفسية من تفاعل جينات متعدة وعوامل أخرى، مثل سوء المعاملة أو حدث صادم أو الإجهاد، والتي يمكن أن تحفز المرض لدى الشخص الذي لديه قابلية وراثية للإصابة به.

التشخيص

يثعتبر تشخيص مرض الأعصاب النفسي عملية متعددة الخطوات، وقد تشمل أكثر من مقدم رعاية صحية، وتشمل طرق التخسيس ما يلي:

فحص جسدي

قبل إجراء التشخيص، قد تحتاج إلى فحص جسدي لاستبعاد أي أمراض جسدية، فبعض الأمراض النفسية، مثل القلق والاكتئاب، يمكن أن يكون لها أسباب جسدية.

يمكن أحيانًا تشخيص مشاكل الغدة الدرقية وبعض الأمراض الأخرى على أنها اضطرابات نفسية بسبب أعراض متداخلة او متشابهة؛ هذا هو السبب في أن الفحص الجسدي الشامل أمر ضروري.

سيطلب طبيبك تاريخًا طويلًا من الأعراض التي كنت تعاني منها وقد يطلب فحوصات معملية لاستبعاد المشاكل الجسدية التي قد تسبب أعراضك.

إذا لم يجد طبيبك سببًا جسديًا لأعراضك، فمن المحتمل أن تتم إحالتك إلى دكتور نفسي حتى يمكن تقييم حالتك.

التقييم النفسي

سيطرح عليك الطبيب النفسي العديد من الاسئلة المتعلقة بأعراضك وتاريخ أسرتك، وسيقوم بإجراء الاختبارات وأدوات التقييم النفسي الأخرى لمعرفة التشخيص الدقيق أو المساهمة في تحديد مدى خطورة مرضك.

يستخدم معظم الأطباء الدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية لتشخيص أمراض الصحة النفسية، فهو يحتوي على أعراض جميع الأمراض النفسية.

كيفية استعادة الصحة النفسية؟

يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض الصحة أن يجدوا العلاجات الناجحة، وعلى الرغم أن هناك بعض الأنواع المستمرة والمزمنة من الأمراض النفسية، إلا أن هذه يمكن إدارتها أيضًا عن طريق العلاج والتدخل المناسب.

يتطلب التعافي من الاضطرابات النفسية اهتمامًا مستمرًا بصحتك العامة والعقلية، بالإضافة إلى الالتزام بتقنيات العلاج النفسي السلوكي.

تحتاج بعض الحالات إلى دورات مستمرة من العلاج بالأدوية؛ قد يتمكن الآخرون في مرحلة ما من التوقف عن استخدامها، فيختلف التعافي من شخص لآخر.

كيفية التعامل مع مرض الأعصاب النفسي؟

قد تسوء أعراض مرض الأعصاب النفسي إذا تُركت بدون علاج، لذلك يجب أن تطلب المساعدة النفسية إذا كنت مصابًا بأي نوع من أنواع هذا المرض.

وإذا لم تكن تعرف من أين تبدأ، فتواصل مع طبيب الرعاية الخاص بك، وهم بدورهم يمكنهم المساعدة في التشخيص الأولى.

من المهم دائمًا أن تعرف أنه يمكنك الاستمتاع بحياة جيدة وسعيدة بمرض نفسي، لكنك ستحتاج إلى العمل مع طبيب نفسي لتعلم طرق صحية لإدارة حالتك.

زر الذهاب إلى الأعلى