
يعد سرطان الثدي واحدًا من أخطر أنواع السرطانات المنتشرة بين النساء، وتتدرج مراحله وتتزايد خطورته بتأخر اكتشافه.
تعد المرحلة الرابعة والأخيرة من أخطر المراحل، وسنتناول في هذا المقال تعريف المراحل المختلفة لسرطان الثدي وخاصةً المرحلة الرابعة.
كذلك سنتناول أهم العلاجات المستخدمة لعلاج وزيادة نسبة شفاء سرطان الثدي المرحلة الرابعة.
سرطان الثدي
يحدث هذا النوع من السرطانات في أنسجة الثدي، وذلك عندما تتحور خلايا الثدي ويصبح نموها خارجًا عن نطاق السيطرة، تتكون كتلة من الأنسجة محدثة ورم حميد.
إلا أنه يصبح ورمًا خبيثًا عند انتشاره في الأنسجة المحيطة بالثدي وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم مشكلًا أورامًا جديدة.
قد يصيب هذا النوع من السرطانات إما إحدى الثديين أو كلاهما، كذلك قد يصيب الرجال ولكن بنسبة ضئيلة.
أسباب الإصابة بسرطان الثدي
قد تكون العوامل البيئية أو الهرمونية أو ربما نمط الحياة من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي كما حدد الباحثون.
لكن وُجد أنه ليس من الضروري أن يكون الأشخاص المصابون لديهم عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، كذلك أصيب أشخاص بسرطان الثدي دون وجود أي عوامل تزيد من فرص الإصابة.
لذا فمن المحتمل أن يكون سبب الإصابة بسرطان الثدي نتيجة تفاعل معقد بين التركيب الجيني والبيئة المحيطة.
كذلك وُجد أن نسبة 5 إلى 10 في المائة من خطر الإصابة بسرطان الثدي مرتبط بطفرات جينية تنتقل عبر أجيال العائلة.
من العوامل أيضًا التي تزيد فرص الإصابة بسرطان الثدي، ما يلي:
- العمر: يزيد خطر الإصابة بعد بلوغ سن 55 عامًا.
- الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة.
- التاريخ العائلي.
- التدخين.
- السمنة.
- التعرض للإشعاع.
- العلاج بالهرمونات البديلة.
مراحل سرطان الثدي
يصنف سرطان الثدي إلى خمس مراحل، تبدأ من الصفر وحتى المرحلة الرابعة.
المرحلة الصفرية
تصف هذه المرحلة سرطانات الثدي غير الغازية أو مرحلة ما قبل غزو السرطان، حيث لا دليل مؤكد على وجود الخلايا السرطانية أو خلايا غير طبيعية.
المرحلة الأولى
تصف هذه المرحلة البداية المبكرة لغزو الخلايا السرطانية وانتشارها، لكنها مازالت محتواه في منطقة صغيرة.
المرحلة الثانية
تصف هذه المرحلة وجود السرطان في منطقة محدودة لكنه نما بشكل أكبر، كذلك يعكس عدد العقد الليمفاوية التي قد تحتوي على خلايا سرطانية.
المرحلة الثالثة
تصف هذه المرحلة انتشار الورم بصورة أكبر في الثدي، أو أن الورم زاد في الحجم عن المراحل السابقة.
المرحلة الرابعة
تعد المرحلة الأكثر تقدمًا من سرطان الثدي، حيث ينتشر الورم إلى الغدد الليمفاوية القريبة وأجزاء بعيدة خارج الثدي، تسمى هذه المرحلة النقيلية (Metastatic).
قد يشمل انتشار المرض إلى بعض الأجزاء، مثل: الرئتين أو الكبد أو الدماغ أو العظام، تعتمد نسبة شفاء سرطان الثدي المرحلة الرابعة على مدى انتشاره.
ليس من الضروري إصابة الشخص بمراحل سرطان الثدي تدريجيًا، فقد يُشخص المريض بالمرحلة الرابعة دون الإحساس بأعراض المراحل الأولى.
تشخيص سرطان الثدي المرحلة الرابعة
يُشخص سرطان الثدي في المرحلة الرابعة عند هجرة خلايا من ورم أولى في الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم مكونًا ورمًا ثانويًا.
يمكن أن ينتشر سرطان الثدي إلى أي عضو في الجسم، لكن النقائل تميل لاتباع نمط مشابه بناءً على نوع السرطان، من أمثلة ذلك:
- ينتشر السرطان داخل القناة بشكل شائع في الكبد والعظام والدماغ والرئتين.
- يميل السرطان الفصيصي إلى الانتشار في البطن.
- ينتشر سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين في العظام.
- تنتشر الأورام الإيجابية HER2 إلى الدماغ.
كذلك يستخدم الأطباء اختبارات لاكتشاف سرطان الثدي أو تشخيصه، مثل:
- جهاز الموجات فوق الصوتية للثدي: يستخدم الموجات الصوتية لعمل صور تسمى الموجات فوق الصوتية لمناطق داخل الثدي.
- الماموجرام التشخيصي: يستخدم عند ظهور كتل في الثدي أو إذا بدت منطقة من الثدي في صورة غير طبيعية خلال الفحص بالأشعة السينية للثدي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي: نوع من فحص الجسم يستخدم مغناطيسًا مرتبطًا بجهاز كمبيوتر لعمل صور مفصلة لمناطق داخل الثدي.
- خزعة: تُزال الأنسجة أو السوائل من الثدي لتُفحص تحت المجهر ولإجراء المزيد من الاختبارات.
توجد أنواع مختلفة من الخزعات، مثل: الشفط بإبرة رفيعة أو الخزعة الأساسية أو الخزعة المفتوحة.
أعراض سرطان الثدي المرحلة الرابعة

تختلف الأعراض التي قد يعاني منها الشخص المصاب بسرطان الثدي في المرحلة الرابعة بناءً على موقع السرطان، تشمل الأعراض العامة ما يلي:
- آلام العظام.
- مشاكل في الاتزان.
- فقدان الوزن.
- ضعف في جميع أنحاء الجسم.
- سعال جاف مستمر.
- فقدان الشهية.
- صداع شديد.
- مشاكل في الرؤية.
- استمرار الشعور بالغثيان.
- ظهور كتلة في الثدي.
- تغير في شكل الحلمة.
عندما ينتشر سرطان الثدي إلى العظام، تشمل الأعراض ما يلي:
- ظهور ألم جديد وملحوظ ويصبح دائم بمرور الوقت.
- حدوث كسور والتي تسبب ألمًا شديدًا.
- آلام الرقبة والظهر.
- صعوبة التبول.
- صعوبة في حركة الأمعاء.
- غثيان.
- ضعف.
- جفاف.
عندما ينتشر سرطان الثدي إلى الدماغ، تشمل الأعراض ما يلي:
- صداع.
- مشاكل في الذاكرة.
- تقلبات مزاجية.
- سكتة دماغية.
- عدم وضوح الكلام.
- مشاكل في الرؤية.
- دوخة.
- مشاكل في الاتزان.
عندما ينتشر سرطان الثدي إلى الكبد، تشمل الأعراض ما يلي:
- ضعف وإعياء.
- تورم في الساقين.
- فقدان الوزن.
- فقدان الشهية.
- الإصابة باليرقان.
- ألم في البطن.
عندما ينتشر سرطان الثدي إلى الرئة، تشمل الأعراض ما يلي:
- ضيق في التنفس.
- سعال مستمر مصحوب بدم أو مخاط.
- أزيز.
- ألم في الرئة.
ترتبط نسبة شفاء سرطان الثدي المرحلة الرابعة بمدى تفشي الورم في الأعضاء، بمعنى أنه تزيد نسبة الشفاء عند انتشار الورم في العظام فقط مما لو كان في العظام والرئة.
علاج سرطان الثدي المرحلة الرابعة

قد تكون مواجهة سرطان الثدي المرحلة الرابعة أمرًا صعبًا، لكن اتباع خطة علاجية مع الطبيب المختص وتغيير نمط الحياة يمكن أن يساعد في تحسين النتائج وزيادة نسبة شفاء سرطان الثدي المرحلة الرابعة.
تركز الخطة العلاجية في هذه المرحلة على وقف نمو وانتشار الأورام لدى الشخص المصاب، وتعتمد على خصائص سرطان الثدي الخاصة بالمصاب وكذلك التاريخ الطبي.
نظرًا لانتشار الأورام في مناطق أخرى من جسد الشخص المصاب؛ فتكون الخطة العلاجية ممنهجة لعلاج جميع المناطق المصابة.
العلاج الجهازي (Systemic therapy)
يستخدم العلاج الجهازي لإيصال العلاج لجميع أجزاء الجسم، ويشمل:
العلاج الهرموني
يلجأ إليه الطبيب المعالج في حالة وجود سرطانات إيجابية لمستقبلات الهرمونات، وعادةً ما يُدمج مع دواء مستهدف، مثل: Kisqali, Afinitor.
يشمل العلاج الهرموني ما يلي:
- عقار التاموكسفين (Tamoxifen).
- مثبطات الأروماتيز (Aromatase inhibitors).
- فاسلوركس (Faslodex).
العلاج المستهدف
يشمل العلاج المستهدف ما يلي:
- هرسبتن (تراستوزوماب).
- بريجيتا (بيرتوزوماب).
العلاج الكيميائي
عادةً ما يستخدم في علاج السرطانات السلبية لمستقبلات الهرمونات.
العلاج المناعي
يستخدم العلاج المناعي مع العلاج الكيميائي لعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي المتقدم، ومن أمثلته:
- كيترودا (Keytruda).
الإشعاع والجراحة
قد يفيد العلاج الإشعاعي والجراحة في ظروف معينة وبالأخص العلاج الإشعاعي الذي يهدف لإبطاء تقدم المرض أو توفير الراحة عن طريق تقليل حجم الورم.
من أمثلة الاستخدام:
- تستفيد نقائل العظام من الإشعاع في تقليل الألم ومنع حدوث الكسر.
- تُعالج النقائل الرئوية أحيانًا بالجراحة، وذلك إذا كان الانتشار محدودًا.
- يمكن علاج النقائل الدماغية بالجراحة.
- تُعالج النقائل الكبدية بالإشعاع.
يُستخدم العلاج بالإشعاع أيضًا في تقليص الأورام التي اخترقت الجلد وتسببت في حدوث جرح مفتوح في الثدي أو الصدر.
تتضمن مرحلة العلاج استخدام مجموعة من العلاجات إما معًا أو على مراحل.
يعتمد اختيار العلاج الجهازي على وجود مستقبل لهرمون الإستروجين أو البروجستيرون المؤثران على نمو الورم، أو حالة HER2 (وجود جين معين يؤثر على نمو الورم).
نسبة شفاء سرطان الثدي المرحلة الرابعة
تعتمد نسبة شفاء سرطان الثدي المرحلة الرابعة على عدة عوامل، مثل:
- العمر.
- وقت التشخيص.
- موقع ومدى انتشار النقائل.
- حالة مستقبلات الهرمونات.
- حدوث تكرار الإصابة بالسرطان أم لا.
- العلاج المستخدم سابقًا.
لا يوجد علاج حاليًا لسرطان الثدي المرحلة الرابعة، لكن يمكن السيطرة عليه لعدة سنوات باستخدام العلاجات المتاحة.
ترتفع نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان الثدي المرحلة الرابعة فتصل 29% في النساء و22% في الذكور.
أي أن 29 من كل 100 سيدة يمكن أن تعيش لمدة خمس سنوات على الأقل، بمتوسط عمر ثلاث سنوات.
لا يعني ذلك أنه تبقى من ثلاث إلى خمس سنوات للعيش، فتعيش بعض النساء لمدة تصل إلى أكثر من عشر سنوات، وبتطور الطب فقد تزيد نسبة شفاء سرطان الثدي المرحلة الرابعة.
الفحص الذاتي للكشف عن سرطان الثدي
يعد الفحص الذاتي المنتظم من أهم وسائل الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وبالتالي علاجه بنجاح.
الخطوة الأولى
تبدأ بالنظر إلى الثديين في المرآة مع استقامة الكتفين ووضع الذراعين على الورك، ينبغي البحث عن:
- تناسق حجم وشكل الثديين وكذلك ظهور اللون المعتاد.
- تساوي شكل الثدي دون تشويه أو وجود تورم.
إذا وُجد أيًا من التغيرات التالية ينبغي استشارة الطبيب:
- ظهور نقر أو تجاعيد أو انتفاخ في الجلد.
- تغير وضع الحلمة أو ظهور الحلمة المقلوبة.
- حدوث احمرار أو تورم أو وجع أو طفح جلدي.
الخطوة الثانية
رفع الذراعين والبحث عن نفس التغيرات.
الخطوة الثالثة
البحث عن أي علامات تدل على خروج سائل من إحدى الحلمتين أو كلاهما (قد يكون السائل مائيًا أو أصفر أو دم أو يشبه الحليب).
الخطوة الرابعة
تحسس الثدي أثناء الاستلقاء، وذلك باستخدام اليد اليمنى لتحسس الثدي الأيسر واليد اليسرى لتحسس الثدي الأيمن.
تستخدم لبادات الأصابع الأولى من اليد خلال التحسس، وذلك مع الحفاظ على الأصابع مسطحة ومتكاملة في حركات دائرية.
يغطى الثدي بالكامل من أعلى إلى أسفل ومن جانب إلى أخر – من عظمة الترقوة وحتى الجزء العلوي من البطن – ويفضل استخدام طريقة تضمن فحص الجزء بأكمله.
الخطوة الخامسة
تحسس الثديين أثناء الوقوف والجلوس، يفضل عمل هذه الخطوات خلال الاستحمام حتى يكون الجسم رطبًا؛ لتسهيل عملية الفحص.
التعامل مع المرحلة الرابعة من سرطان الثدي
لن يلومك أحدٌ على مشاعر الغضب والتوتر والقلق وربما الاكتئاب عند تشخيص حالتك بسرطان الثدي في المرحلة الرابعة.
كل ما ينبغي فعله هو حماية نفسكِ من كل المشاعر السلبية وطلب الدعم الطبي المتخصص وكذلك الدعم النفسي حتى إتمام الشفاء.
ختامًا
يعتبر سرطان الثدي الأكثر انتشارًا بين النساء، وينقسم إلى خمس مراحل وتزداد شراسته بزيادة المرحلة، تزداد نسب الشفاء كلما اكتشُف مبكرًا.
تعد المرحلة الرابعة والأخيرة من أخطر مراحل سرطان الثدي، لكن تزيد نسبة شفاء سرطان الثدي المرحلة الرابعة لتصل إلى 29% بين النساء.
لذا فالفحص المبكر والمستمر من أهم خطوات تجنب هذا القاتل الخفي.