الصحة النفسية

علاج القلق والخوف والتفكير وكيفية التعايش معهم؟

يُعتبر الشعور بالقلق والخوف والتفكير واحدة من الاضطرابات التي تزعج حياة الكثير من الأشخاص، حتى أصبح هذا المرض شائع جدًا في الآونة الأخيرة.

إذا كان هذا الإحساس يتكرر في أحيان متقاربة دون أي سبب حقيقي إلي درجة إنه يعيق مجرى الحياة اليومي الطبيعي، فعليك اتخاذ الخطوات المناسبة لتدريب نفسك على التخلص من هذا الشعور.

لست مضطراً للقلق والخوف بعد الآن، لأننا سنوضح في هذا المقال بشيء من التفصيل طرق علاج القلق والخوف والتفكير وما هي أسبابهم وأعراضهم وعوامل الخطر.

علاج القلق والخوف والتفكير

بما أنه توجد العديد من العلاجات لإدارة وتقليل أعراض هذه الاضطرابات، فما هو علاج القلق والخوف والتفكير؟

1- العلاج النفسي

يساعدك هذا النوع من العلاج على معرفة كيف تؤثر عواطفك ومشاعرك على سلوكياتك، ويُطلق عليه أحيانًا العلاج بالكلام.

ويتم ذلك عن طريق الذهاب للدكتور النفسي وهو بدوره يتحدث إليك بشأن مشاعرك وأفكارك، ويقترح طرقًا لفهمها والتعامل معها ومع الاضطرابات التي تعاني منها.

  • العلاج السلوكي المعرفي: نوع آخر من العلاج النفسي يعلمك كيفية تحويل القلق، أو أسباب الخوف، أو الأفكار السلبية إلى إيجابية، ويساعدك في اكتشاف طرقًا للتعامل مع المواقف المقلقة أو المخيفة وإدارتها بعناية دون قلق.

2- الأدوية

هناك عدة أنواع من الأدوية التي تُستخدم في علاج القلق والخوف والتفكير، ويجب ان تتحدث مع طبيبك النفسي حول سلبيات وايجابيات الأدوية التالية لتحديد الأفضل لك:

  • مضادات الاكتئاب: مضادات الاكتئاب الحديثة تُعتبر من الأدوية الأكثر شيوعًا التي تُوصف للأشخاص المصابين باضطراب القلق، ومن امثلة هذه الأدوية فئتي مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنور إيبينفرين (SNRI).
  • مضادات الاكتئاب الاخرى: تتضمن مضادات الاكتئاب الأخرى أدوية مثل مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs) وثلاثية الحلقات، وهي الأقل شيوعًا نتيجة لآثارها الجانبية، مثل جفاف الفم وانخفاض ضغط الدم واحتباس البول وتشوش الرؤية.
  • حاصرات بيتا: من أدوية ارتفاع ضغط الدم التي تساهم على الاسترخاء أثناء نوبة القلق الشديدة، وتساعد في الشعور بالتحسن إذا كنت تعاني من أعراض جسدية بسبب القلق، مثل الارتعاش أو تسارع ضربات القلب أو الاهتزاز.
  • البنزوديازيبينات (Benzodiazepine): تساعد هذه المهدئات في تخفيف مشاعر القلق والخوف المستمر، ومن أمثلة هذه الأدوية: ألبرازولام (زاناكس) وكلونازيبام (كلونوبين). تعمل هذه الأدوية بسرعة ويمكنك الاعتماد عليهم، ولكن لا يجب أن تتناولها لفترة طويلة.
  • مضادات الذهان: تناول جرعات منخفضة من هذه الأدوية يساعد في جعل الأدوية الأخرى تعمل بطريقة أفضل.
  • مضادات الاختلاج: تُستخدم هذه الأدوية للوقاية من النوبات بالنسبة للأشخاص المصابين بالصرع، وقد تخفف من أعراض اضطرابات القلق والخوف والتفكير.
  • بوسبيرون (بوسبار): دواء مضاد للقلق ويُستخدم لعلاج القلق المزمن، ويجب تناوله لبضعة أسابيع حتى تري الراحة الكاملة للأعراض.

قد يعجبك أيضًا: أسباب الاكتئاب الليلي.

أسباب القلق والخوف والتفكير

وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، هناك العديد من الأسباب المختلفة للقلق أو الخوف أو التفكير وهي مختلفة من شخص لآخر.

وإذا تعرفت على أسباب هذه الاضطرابات، فسيكون من السهل إيجاد طريقة لعلاج القلق والخوف والتفكير بشكل صحيح.

تشمل بعض الأمثلة على الأسباب المحتملة ما يلي:

  • علم الوراثة: يمكن أن تكون اضطرابات القلق أو الخوف وراثية في العائلات.
  • الحالات الصحية: يمكن لبعض أمراض الغدة الدرقية والرئة وأمراض القلب أن تسبب أعراضًا مشابهة لاضطرابات القلق، لذلك من المهم إجراء فحص بدني كامل لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى قبل التحدث مع طبيبك عن القلق والخوف.
  • الضغوط البيئية: تشير هذه الضغوط إلى الأحداث المجهدة التي تعرضت لها، وتتضمن أحداث الحياة المرتبطة باضطرابات القلق والخوف بإساءة معاملة الأطفال، أو التعرض للهجوم أو رؤية العنف.

أعراض القلق والخوف والتفكير

يُعتبر القلق نوع من أنواع الخوف المفرط، ويمكن أن يؤدي إلى صعوبة النوم والتركيز والتنفس.

تعتمد أعراضك المحددة على نوع الاضطراب الذي تعاني منه، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • الخوف والذعر وعدم الارتياح.
  • عدم القدرة على الثبات والهدوء.
  • مشاكل في النوم.
  • ضيق في التنفس.
  • الشعور المستمر بالخطر.
  • برودة أو تعرق أو وخز في اليدين أو القدمين.
  • التنفس بشكل أسرع من المعتاد (فرط التنفس).
  • توتر العضلات.
  • غثيان.
  • جفاف الفم.
  • خفقان القلب.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • تجنب الأماكن المخيفة بشكل مهووس.
  • التفكير في مشكلة بشكل متكرر وعدم القدرة على التوقف (الاجترار).

نصائح للتحكم في اضطرابات القلق والخوف والتفكير

قد تساعدك النصائح التالية في التحكم في الأعراض وتقليلها:

  • ممارسة الرياضة: تساعد التمارين السريعة مثل ركوب الدراجات والركض على علاج القلق والخوف والتفكير إفراز المواد الكيميائية في الدماغ التي تحسن المزاج وتقلل التوتر.
  • تحكم في أفكارك السلبية: يمكن أن يساعدك التفكير في الأفكار الإيجابية بدلاً من الأفكار السلبية المقلقة في تقليل القلق، ويمكنك إعادة توجيه أفكارك عن طريق العلاج السلوكي المعرفي.
  • تعرف على اضطرابك: كلما تعرفت أكثر عن اضطرابك، كلما كنت مستعدًا بشكل أفضل للتحكم في الحواجز والأعراض على طول الطريق، وتذكر أنك جزء رئيسي من فريق الرعاية الصحية الخاص بك، فلا تتردد من سؤال طبيبك عن أي أسئلة تدور في ذهنك.
  • تعلم الاسترخاء: يُعتبر التحكم في الإجهاد والإرهاق جزءًا مهمًا من خطة علاج اضطرابات القلق، ويمكن لأشياء مثل التأمل أن تساعدك على الاسترخاء بعد يوم طويل ومرهق، وتجعل علاجك يعمل بشكل أفضل.
  • التزم بدورة العلاج الخاصة بك: قد يؤدي إيقاف العلاج فجأة إلى حدوث بعض الآثار الجانبية ويمكن ان يؤدي إلى ظهور أعراض الخوف والقلق والتفكير.
  • احصل على نوم أفضل: غالبًا ما ترتبط مشاكل النوم مع اضطرابات القلق، فحاول قدر الإمكان الحصول على راحة جيدة، واتبع روتين مريحًا للنوم.
  • اطلب الدعم: يجد بعض الأشخاص أنه من المفيد التحدث إلى الآخرين الذين يعانون من نفس المشاعر والأعراض. تتيح لك مجموعات الدعم أو المساعدة الذاتية في مشاركة مخاوفك مع الآخرين.
  • اجتمع مع الأصدقاء: سواء كان ذلك عبر الهاتف أو الاجتماع بهم شخصيا، فتساعد الاتصالات الاجتماعية على علاج القلق والخوف والتفكير بشكل فعال، فالأشخاص الذين لديهم مجموعة من الاصدقاء يدعمونهم لديهم مستويات أقل من القلق الاجتماعي.
  • احتفظ بدفتر يوميات: قد يساعدك كتابة أفكارك على الاسترخاء حتى لا تفكر في الأفكار السلبية طوال اليوم.
  • قلل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي، القهوة، الشوكولاتة، ومشروبات الطاقة، حيث أن الكافيين يغير الحالة المزاجية، وقد يزيد من أعراض اضطرابات القلق.

كيفية التعايش مع القلق والخوف والتفكير

قد يكون التعايش مع هذه الاضطرابات أمرًا محبطًا وصعبًا، فقد يشعرك القلق والخوف المستمر بالتعب المزعج.

إذا تحدثت إلي الطبيب عن الأعراض التي تعاني منها، فأنت نحو الطريقة الصحيحة للتخلص من القلق.

قد يستغرق العثور على علاج القلق والخوف والتفكير بعض الوقت، وذلك لأن هذه الاضطرابات تحتاج إلى عدة أنواع من العلاج.

يُعتبر الجمع بين الأدوية والاستشارة أفضل طريقة للعلاج، فمن خلالهما يمكنك التحكم في إدارة الأعراض الخاصة بك.

عوامل الخطر

هناك بعض العوامل ايضًا التي تجعلك أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق أو الخوف أو التفكير، وبعض هذه العوامل لا يمكنك تغييرها، لكن يمكنك تغيير البعض الآخر.

تشمل عوامل الخطر ما يلي:

  • أحداث الحياة السلبية: أحداث الحياة السلبية أو المجهدة، مثل فقدان أحد الوالدين خلال مرحلة الطفولة المبكرة، تزيد من عوامل الخطر للإصابة باضطراب القلق.
  • الصدمة: إن العيش خلال حدث صادم يزيد من خطورة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والذي قد يسبب نوبات الهلع.
  • تاريخ من اضطرابات الصحة النفسية: إذا كنت تعرضت للإصابة باضطراب آخر في الصحة النفسية، مثل الاكتئاب، فذلك يزيد من خطر الإصابة باضطراب القلق.
  • الاعتداء الجنسي والعاطفي في مرحلة الطفولة: الاعتداء الجنسي والعاطفي والجسدي أو الإهمال أثناء مرحلة الطفولة يرتبط باضطرابات القلق والخوف في وقت لاحق من الحياة.
  • حالة صحية مزمنة أو مرض خطير: القلق المستمر بشأن صحة أحد أفراد أسرتك أو صحتك، يمكن أن يسبب لك الشعور بالقلق والخوف.
  • تدني احترام الذات: التصورات والأفكار السلبية عن نفسك قد تؤدي إلى اضطراب القلق الاجتماعي.
  • الخجل: يرتبط الخجل والانسحاب من الأماكن والأشخاص غير المألوفة بالقلق الاجتماعي لدى البالغين والمراهقين.

التشخيص

إذا كنت تعاني من أعراض للخوف والقلق، فسيقوم طبيبك بتشخيص حالتك عن طريق طرح أسئلة حول تاريخك الطبي، وقد يجرون بعض الاختبارات لاستبعاد المشاكل الصحية الأخرى التي قد تسبب أعراضك.

لا توجد اختبارات معملية يمكنها تشخيص اضطراب القلق على وجه التحديد.

إذا لم يجد طبيبك أي أسباب جسدية لما تشعر به، فقد تحتاج إلى طبيب نفسي لمعرفة ما إذا كنت تعاني من اضطراب الخوف أو القلق.

سينظر الطبيب عند التشخيص في الوقت المستغرق الذي عانيت فيه من الأعراض ومدى شدتها، ومن المهم أن تخبر طبيبك إذا كان قلقك يجعلك تواجه صعوبة في الاستمتاع بالمهام اليومية أو إكمالها في العمل أو المنزل أو المدرسة، وذلك لإيجاد علاج القلق والخوف والتفكير المناسب لك.

زر الذهاب إلى الأعلى