الصحة النفسية

هل يشفى المريض النفسي تماما

هل يشفى المريض النفسي تماما ؟ للإجابة عن هذا السؤال ينبغي معرفة مراحل عملية الشفاء التي تتضمن التعرف على المرض واختيار العلاج المناسب للمريض مع دعم الأصدقاء وأفراد الأسرة. فما علاج المرض النفسي؟ وما مدته؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال.

هل يشفى المريض النفسي تماما ؟

قد يستطيع معظم الأشخاص الذين شُخصوا بالمرض النفسي أن يشعروا بالراحة مع أعراضهم من خلال المشاركة في خطة العلاج الفردية أو الجماعية التي وصفها لهم الطبيب المختص. 

وقد تشمل خطة العلاج الفعالة الأدوية والعلاج النفسي ومجموعات الدعم كما يمكن أن يلعب النظام الغذائي المتوازن والتمارين الرياضية والنوم دورا كبيرا في الصحة النفسية. 

ومن الجدير بالذكر معرفة أنه لا يوجد شفاء من الأمراض النفسية بشكل قطعي. ولكن هناك الكثير من العلاجات الفعالة التي يمكن من خلالها تقليل الشعور بالأعراض والعيش حياة طبيعية.

علاج المرض النفسي

هناك العديد من خيارات العلاج المختلفة المتاحة لعلاج المرض النفسي ولا يوجد علاج مناسب للجميع إذ يضع الطبيب الخطة المناسبة للعلاج بناءً على حالة المريض. ومن أمثلة هذه العلاجات: 

العلاج النفسي 

يستكشف العلاج النفسي الأفكار والمشاعر والسلوكيات، ويسعى إلى تحسين حياة الفرد والعلاج النفسي المقترن بالأدوية هو الطريقة الأكثر فعالية لتعزيز الشفاء. 

هل يشفى المريض النفسي تماما بالأدوية؟

الأدوية لا تعالج الأمراض النفسية تماما. ولكنها تخفف الأعراض فقط والتوقف عن تناولها يعيد الشعور بالأعراض مرة أخرى فتظهر تصرفات المريض النفسي بوضوح.

يعتقد الباحثون أن أعراض المرض النفسي تكون بسبب اختلالات كيميائية في مخ الشخص المصاب. وتخفف الأدوية هذه الأعراض وفي بعض الأحيان تخفيها تماما. وينبغي للمريض أن يعرف فوائد الأدوية الموصوفة كما ينبغي له معرفة آثارها الجانبية المحتملة.

غالبا ما تظهر فاعلية الأدوية عندما تكون جزءا من برنامج علاج شامل الذي يتضمن خطة العلاج النفسي التي يضعها الطبيب وبرامج الدعم للمساعدة في حل المشكلات التي لا يمكن للأدوية وحدها علاجها.

وتستغرق بعض الأدوية بضعة أسابيع للعمل. وأحيانا قد تظهر الآثار الجانبية للدواء قبل فوائده، وقد يضطر المريض إلى تجربة أكثر من دواء واحد قبل أن يحصل على الدواء المناسب.

وتندرج أدوية حالات الصحة النفسية تحت الأنواع التالية:

الأدوية المضادة للذهان

يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للذهان (Antipsychotic) في:

  •  تقليل أو في بعض الحالات القضاء على سماع الأصوات غير المرغوب فيها أو وجود الأفكار المخيفة. 
  • تعزيز التفكير بوضوح والاستمرار في التركيز على الواقع، والشعور بالتنظيم والهدوء.
  • المساعدة على النوم بصورة أفضل والتواصل بصورة أكثر فعالية. 

يمكن أن تأتي هذه الأدوية في شكل حبوب وتؤخذ يوميا، أو في شكل حقن يستمر وتؤخذ ما بين 3 و 6 أسابيع اعتمادا على نوع الدواء. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة للأدوية المضادة للذهان:

  •  النعاس.
  • اضطراب المعدة.
  •  زيادة الشهية والوزن. 
  • عدم وضوح الرؤية. 
  • الإمساك.
  • جفاف الفم.
  •  الدوخة.
  •  انخفاض ضغط الدم.
  •  الأرق.
  • التشنجات.
  •  تصلب العضلات. 
  • مشكلات في التحكم في درجة حرارة الجسم الداخلية.

هل يشفى المريض النفسي تماما باستخدام مضادات الاكتئاب (Antidepressants)

تقلل مضادات الاكتئاب مشاعر الحزن وسوء المزاج والقلق كما تقلل كذلك الأفكار الانتحارية. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لمضادات الاكتئاب:

  •  النعاس أو الأرق. 
  • الإمساك. 
  • زيادة الوزن.
  •  المشكلات الجنسية. 
  • التشنجات. 
  • جفاف الفم.

مثبطات تقلب المزاج

تقلل مثبتات تقلب المزاج (Mood stabilizers) من التقلب في المزاج بين المرتفع والمنخفض. تستخدم هذه الأدوية أيضا لعلاج الاكتئاب الذي يستمر لمدة طويلة، أو يختفي ويعود أو لا يُعالج جيدا بما فيه الكفاية بمضادات الاكتئاب وحدها.وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لمثبطات تقلب المزاج: 

  • مشكلات في المعدة. 
  • النعاس. 
  • زيادة الوزن.
  • الدوخة.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • الارتباك.

هل يشفى المريض النفسي تماما باستخدام المهدئات (Tranquilizers)

يمكن أن تقلل المهدئات والحبوب المنومة من القلق والأرق وتساعد في الشعور بمزيد من الاسترخاء. وعادة ما تستخدم هذه الأدوية لمدة وجيزة فقط لأن الاستخدام الأطول لها يمكن أن يسبب التعود.

هذه الأدوية آمنة عامةً عند استخدامها على النحو الموصوف ولها آثار جانبية خطيرة قليلة نسبيا. فينبغي الاتصال بالطبيب على الفور في حالة الشعور بالصداع أو عدم وضوح الكلام أو الارتباك أو الدوخة أو الغثيان أو زيادة العصبية.

المنشطات (Stimulants)

تستخدم المنشطات في تحسين التركيز والانتباه لدى كل من الأطفال والبالغين. كما يمكنهم تحسين قدرة الشخص على اتباع التوجيهات وتقليل فرط النشاط والاندفاع. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة للمنشطات: 

  • صعوبة النوم. 
  • انخفاض الشهية.
  •  فقدان الوزن. 
  • الصداع. 
  • آلام المعدة. 
  • التشنجات. 
  • سرعة ضربات القلب. 
  • ارتفاع ضغط الدم. 

غالبا ما تختفي هذه الآثار في غضون بضعة أسابيع بعد الانتهاء من استخدام المنشطات أو إن خفض الطبيب الجرعة.

هل يشفى المريض النفسي تماما عند العلاج في المستشفى ؟

دخول المريض النفسي للمستشفى غالبًا لا يكون ضروريًا ويحدث ذلك حتى يمكن مراقبة المريض عن كثب أو تشخيصه بدقة أو تعديل الأدوية عندما يزداد مرضه النفسي سوءًا.

مجموعة الدعم

مجموعة الدعم هي اجتماع لمجموعة من الأشخاص الذين شُخصوا بالمرض النفسي وعانوا من تجارب مماثلة ويوجه أعضاء المجموعة بعضهم البعض نحو الهدف المشترك المتمثل في الشفاء. 

مدة علاج المرض النفسي

مدة علاج المرض النفسي

تختلف مدة علاج المشكلات النفسية من فرد لآخر وتتطلب الحالات الحادة عادة جلسات علاج أقل من الحالات المزمنة. علاوة على ذلك، تختلف مدة العلاج أيضا بناءً على نوع العلاج المقدم؛ فالعلاجات السلوكية التي تركز على مشكلة معينة عادة ما تكون أقصر من العلاجات النفسية ذات التركيز الأوسع.

كم جلسة يحتاج المريض النفسي للتعافي؟ 

تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه في المتوسط هناك حاجة إلى من 15 إلى 20 جلسة للتعافي من المرض النفسي بنسبة 50%. أما في الممارسة العملية، يُفضِل المرضى والأطباء في بعض الأحيان مواصلة العلاج على مدى فترات أطول (على سبيل المثال، من 20 إلى 30 جلسة على مدى ستة أشهر). 

في حال عدم الإحساس بتقدم كافٍ بعد مدة معقولة من العلاج، فمن المناسب دائما مناقشة خطة العلاج مع طبيب آخر و/أو طلب إعادة تقييم خطة العلاج مع الطبيب المعالج للتأكد من أن العلاج يسير على الطريق الصحيح.

علاج المرض النفسي بدون طبيب

في معظم الحالات، لن يتحسن المرض النفسي إن حاول المريض العلاج دون طبيب مختص. ولكن يمكن القيام ببعض الأشياء التي ستحسن نتائج خطة العلاج الخاصة، ومنها: 

  • الالتزام بخطة العلاج الخاصة بالمريض مع عدم تخطي جلسات العلاج. حتى لو شعر المريض بتحسن لا ينبغي له التوقف عن تناول الدواء؛ لأنه قد يشعر بعودة الأعراض مرة أخرى. 
  • تجنُب تعاطي الكحول أو المخدرات، فإن لم يتمكن المريض من الإقلاع عن الكحول أو المخدرات بمفرده لا بد من استشارة الطبيب أو البحث عن مجموعة دعم للمساعدة.
  • يمكن أن تساعد التمارين الرياضية على التحكم في أعراض الاكتئاب والإجهاد والقلق. ويمكن للنشاط البدني أيضا مواجهة آثار بعض الأدوية النفسية التي قد تسبب زيادة الوزن. 
  • يُعد الحفاظ على جدول يومي يتضمن قسطا من النوم الكافي والأكل الصحي والنشاط البدني المنتظم أمرا مهما للصحة النفسية.
  • لا ينبغي للمريض أن يتخذ قرارات مهمة عندما تكون أعراضه شديدة لإنه قد لا يفكر بوضوح.
  • لا بد أن يتعلم المريض التركيز على الأشياء الإيجابية في حياته. ويحاول قبول التغييرات عند حدوثها، وقد يساعده في ذلك تعلم الاسترخاء.

الخلاصة

هل يشفى المريض النفسي تماما ؟ لا يمكن التخلص من المرض النفسي تماًما ولكن يمكن التخلص من أعراضه والتمتع بحياة طبيعية، وذلك بالالتزام بخطة الطبيب المختص في العلاج وتناول الأدوية الموصوفة واتباع أسلوب حياة صحي.

المصدر
www.nami.orgwww.mayoclinic.org
زر الذهاب إلى الأعلى