مرجعك الشامل عن التسمم الغذائي
يعد التسمم الغذائي من الأمراض الخطرة التي قد تهدد الحياة، فعلى الرغم من أن الطعام نعمة غالية إلا أن إساءة التعامل معه قد تكلفك حياتك او حياة من تحب.
أسباب التسمم الغذائي
يحدث التسمم الغذائي أو الأمراض المنقولة بالغذاء من خلال تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات، أو بالسموم الناتجة عن بعض الميكروبات.
يمكن أن يحدث التلوث في أثناء نقل الخامات أو تصنيع أو تعبئة أو تغليف الطعام، أو حتى أثناء طهيه وتقديمه في المنزل.
قد تظهر أعراض التسمم الغذائي خلال عدة ساعات من تناول الوجبة، أو يمكن أن تتأخر في الظهور لعدة أيام أو حتى أسابيع.
مصادر التسمم الغذائي وطرق العدوى
تتنوع مصادر التسمم الغذائي وطرق الإصابة به، لكن تزداد فرص حدوثه في الظروف الآتية:
- الأطعمة النيئة أو غير المطهوة جيدًا بما في ذلك اللحوم بأنواعها والخضروات والفواكه والبيض والبقوليات
- تخزين الطعام في درجة حرارة غير مناسبة
- ترك الطعام مدة بعد طهيه في درجة حرارة الغرفة أو بدون غطاء
- الأطعمة منتهية الصلاحية
- عدم غسل الأيدي جيدًا قبل إعداد الطعام أوتناوله أو التعامل معه
- أن يكون مُعد الطعام مصابًا بمرض مُعدي
- الأطعمة أو المشروبات التي تعرضت إلى تلوث حيوي أثناء النقل أو التخزين أو الإعداد أو التقديم
- الأطعمة الجاهزة أو سريعة التحضير
- بعض الطهاة أو المشاركين في إعداد الطعام
الذين لا يهتمون بنظافتهم الشخصية، أو الذين لديهم إصابة بأحد أنواع التسمم الغذائي ولا يغسلون أيديهم بصابون معقم بعد استعمال المرحاض.
- يمكن أن تنتقل العدوى لشخص سليم عن طريق لمس براز شخص آخر أو حيوان مصاب
أنواع التسمم الغذائي
لا يقتصر التسمم الغذائي على نوع واحد، بل يتنوع ما بين بكتيريا وطفيليات وفيروسات وفطريات.
التسمم الغذائي البكتيري
تسبب معظم بكتيريا التسمم الغذائي الأعراض لمجرد وجودها في الوجبة بكمية كافية، ولكن منها ما يسبب المرض نتيجة إفراز السموم في الطعام، ومنها:
السالمونيلا (Salmonella)
تتواجد في اللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا، والبيض والحليب ومنتجات الألبان، وتكفي كمية قليلة من الميكروب لإصابتك بالمرض.
يحمل الكثير من الحيوانات ميكروب السالمونيلا على فرائهم أو جلودهم أو قشورهم، وتنزل في فضلاتهم وتلوث البيئة المحيطة، خاصةً القوارض والدواجن.
تبدأ الأعراض في الظهور خلال 12 إلى 72 ساعة من تناول الغذاء الملوث بالسالمونيلا، وتستغرق من أربعة إلى سبعة أيام.
إيشيريشيا كولاي (E. coli)
تتواجد بعض أنواعها في الجهاز الهضمي للإنسان والحيوان بشكلٍ طبيعي لا يسبب المرض، لكن بعض أنواعها قد يسبب أمراضًا خطرة، وعادةً ما تحدث العدوى بعد تناول اللحوم غير المطهية جيدًا، وكذلك الألبان والمنتجات الحيوانية.
تتراوح فترة حضانة الإي كولاي من يوم إلى ثمانية أيام، وقد تستمر الأعراض عدة أيام أو تستغرق بضعة أسابيع.
الكامبيلوباكتر (Campylobacter)
تعد أشهر أنواع التسمم الغذائي في المملكة المتحدة، تتواجد في المياه غير المعالجة، واللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا خاصة لحوم الدجاج، والحليب غير المبستر أو المغلي.
تظهر الأعراض بعد تناول الطعام الملوث بالكامبيلوباكتر بيومين إلى خمسة أيام، وتستمر حوالي أسبوع.
الشيجيلا (Shigella)
يمكنها تلويث أي طعام يغسل بماء ملوث، تسبب مرضًا يسمي بالزُحارٌ العَصَوِيّ، وتبدأ الأعراض في الظهور خلال أسبوع، وتستمر أسبوعًا آخر.
الليستريا (Listeria)
يمكن أن تنتقل للإنسان من خلال تناول الأطعمة المجمدة والجاهزة، منتجات الألبان، والسلطات الباردة، وبعض الأطعمة البحرية، أو التعامل مع المياه والتربة وفضلات الحيوانات.
تتراوح فترة حضانة المرض من بضعة أيام إلى عدة أسابيع، وعادة ما تختفي الأعراض خلال ثلاثة أيام، وتبدأ الأعراض مشابهة لأعراض البرد.
المكورات العنقودية (Staphylococcal)
تتواجد بشكل طبيعي على جلود وفي أنوف نحو 25٪ من البشر والحيوانات، لكنها صديقة للجسم ولا تحدث أيَّة أعراض.
يحدث التسمم الغذائي عن طريق تناول الطعام الملوث بالسم الذي تفرزه بكتيريا المكورات، وقد لا يظهر الطعام أي مظاهر الفساد ولا يصدر عنه رائحة غريبة!.
تبدأ الأعراض فجأة خلال ثلاثين دقيقة إلى ثمان ساعات من تناول الطعام، وتستمر لمدة يوم تقريبًا، ولا تنتقل من شخصٍ لآخر.
التسمم الغذائي الفيروسي
تستطيع بعض الفيروسات البقاء في الطعام لمدة، وإصابة الأشخاص الذين يتناولونه بالتسمم الغذائي، مثل:
فيروس نورو (norovirus)
يعد فيروس نورو من أشهر أسباب الإسهال والقيء، وينتقل بسهولة بين الأشخاص.
تتراوح فترة حضانة الفيروس من 24 إلى 48 ساعة، وتستمر الأعراض لمدة يومين.
فيروس الروتا (rotavirus)
عادة ما يصيب الأطفال من خلال تناول الأطعمة الملوثة، وتظهر الأعراض خلال أسبوع من تناول الوجبة، وتنقضي بعد خمسة إلى سبعة أيام.
التسمم الغذائي الطفيلي
ينتشر هذا النوع من التسمم الغذائي في الدول النامية عن الدول المتقدمة، تظهر الأعراض بعد عشرة أيام على الأقل من تناول الطعام الملوث، وإذا لم يتم علاجه تستمر الأعراض لمدة طويلة قد تصل إلى عدة أشهر.
طفيل الجيارديا (giardiasis)
من أشهر الأمراض التي تنتقل للإنسان عن طريق شرب الماء الملوث بكيسات الجيارديا، وأحيانًا بسبب تناول اللحوم غير المطهية جيدًا.
يبدأ ظهور الأعراض بعد أسبوع إلى أسبوعين، وتستمر من أسبوعين إلى ستة أسابيع في الشخص ذي الصحة الجيدة، وقد تتحول إلى مرض مزمن يستغرق شهورًا أو حتى سنوات.
الأميبا (amebiasis)
أحد أنواع الزحار، تنتشر في الدول النامية والاستوائية، معظم المصابين لا يعانون أعراض التسمم الغذائي، لكن قد يحدث إسهال مدمم وتلف في الأنسجة.
تظهر الأعراض بعد أسبوع إلى أربعة أسابيع من تناول أو شرب أي شيء تلامس مع كيسات الإنتاميبا.
داءُ خَفِيَّاتِ الأَبْواغ (cryptosporidiosis)
ينتقل عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة بالبيض، قد يصيب الأمعاء أو الرئتين أو القصبة الهوائية.
تظهر الأعراض خلال يومين إلى عشرة أيام، وتذهب من تلقاء نفسها بعد ثلاثة أيام أو أربعة.
التسمم الغذائي الفطري
تفرز بعض الفطريات مواد كيميائية مضرة تعرف بالسموم الفطرية، وتسبب التسمم الغذائي عند تناول الأطعمة التي تحتويها، خاصةً إذا كانت مناعة الشخص ضعيفة.
تنمو الفطريات في الأماكن الرطبة والدافئة، قد تتواجد على الحبوب والبقوليات والتفاح والفواكه المجففة والخضروات وبن القهوة، ويمكن أن تنمو في لحوم وألبان الحيوانات.
قد تسبب السموم الفطرية تفاعلات حساسية في الجسم أو أمراض الكبد، أو قد تؤدي إلى الوفاة، ومن أمثلة تلك السموم:
أناتوكسين
يعرف بالأفلاتوكسين، تفرزه فطريات الرشاشية الصفراء والسوداء وغيرها، وهو من السموم المميتة حيث يدمر الكبد، ويؤثر على الحمض النووي (DNA).
الكوبرين
يؤثر على الجهاز الهضمي، ويفرز من بعض أنواع فطر المشروم.
أوركاتوكسين
يعد من أشهر السموم الفطرية، يفرز من فطر البنيسيليوم وفطر الرشاشة خاصةً في أثناء تخزين المحاصيل.
تراي كوثيسين
يصدر عن فطر السيفالوسبوريوم وفطر الميروثيسيوم وفطر ستاكي بوريسكا.
الجيروميترين
من السموم الفطرية المميتة، ويفرز عن طريق فطر الهلفيلة.
زيرالينون
تفرزه بعض الفطريات المغزلاوية.
اقرأ ايضا : أسهل طرق لتنظيف البطن من التسمم في المنزل
أعراض تسمم الغذاء
تشترك معظم مسببات التسمم الغذائي في تأثيرها على الجهاز الهضمي، وتبدأ الأعراض عادةً باضطرابات هضمية، وقد تحدث أعراض أخرى، لكن أهمها:
- الغثيان
- القيء
- الإسهال
- آلام البطن
- الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة
- الشعور بالإرهاق وفقدان الطاقة
- فقدان الشهية
- قد يحدث الإمساك في بعض الأحيان
- آلام العضلات أو الرعشة
عادةً ما تستمر الأعراض عدة ساعات أو أيام ثم تختفي من تلقاء نفسها.
مضاعفات التسمم الغذائي
يعتبر الجفاف أشهر مضاعفات التسمم الغذائي، حيث يفقد الجسم السوائل والأملاح والمعادن، مما يجعل الشخص بحاجة إلى الإقامة في المستشفى وتعاطي جرعات سوائل وأملاح وريدية.
تسبب بعض البكتيريا مثل الليستريا إجهاض الحمل أو وفاة الجنين، بينما الإي كولاي قد تسبب متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS) حيث تتكسر الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى.
عوامل الخطورة
يكون هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي:
- أصحاب الأمراض المزمنة
- كبار السن
- الحوامل
- الأطفال والرضع
تحفز العوامل الآتية الإصابة بالتسمم الغذائي:
- تناول جرعات من المضادات الحيوية أو مضادات حموضة المعدة
- ضعف المناعة أو الأمراض المناعية
- السفر إلى مكان موبوء
- مشاركة الطعام في أواني أشخاص مصابين
- شرب مياه غير معالجة أو غير مفلترة، أو استعمالها في الطبخ وغسيل الأواني
- عدم الاهتمام جيدًا بالنظافة الشخصية، ونظافة الأيدي والأدوات
تسمم الغذاء والأطفال
تأتي أعراض التسمم الغذائي في الأطفال الرضع أشد من الأطفال الكبار والمراهقين، إذ يكون أضعف جسمًا، وأكثر عرضةً للإصابة بالجفاف.
يحتاج الأطفال الرضع إلى جرعات إضافية من الرضاعة الطبيعية لتلافي حدوث الجفاف، أما إذا كان الطفل يعتمد على الحليب الصناعي فإنه بحاجة إلى كمية قليلة من محلول معالجة الجفاف بين كل جرعتي حليب صناعي.
شجع طفلك على شرب كوب من الماء أو السوائل المسموحة كل ربع ساعة لتفادي حدوث الجفاف، بالإضافة إلى محلول معالجة الجفاف.
إذا لم يتوفر محلول الجفاف يمكنك عمل مشروب من عصير الليمون المخفف جدا بالماء.
تسمم الغذاء في الحمل
التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم أثناء الحمل تجعله أكثر تأثرًا بالتسمم الغذائي، فيتأثر كلا من الأم والجنين.
قد تحدث عدوى تهدد حياة الجنين أو تسمم دموي أو التهاب الأغشية السحائية للمخ والحبل الشوكي، أو إجهاض أو ولادة مبكرة، أو انخفاض وزن الجنين أو موته.
متى يجب زيارة الطبيب؟
عزيزي القارئ لا تتردد في زيارة الطبي إذا شعرت بشدة أعراض التسمم الغذائي أو بأيٍ من الآتي:
- نوبات القيء المتكررة، وصعوبة احتفاظ الجسم بالسوائل
- القيء الدموي
- البراز الدموي
- الإسهال لمدة أكبر من ثلاثة أيام
- آلام البطن الشديدة صعبة التحمل
- حدوث جفاف وعطش وجفاف الفم
- ارتفاع حرارة الجسم عن 38° مئوية
- أعراض عصبية مثل ضبابية الرؤية، وضعف العضلات، والشعور بالخدر في الذراعين
تشخيص التسمم الغذائي
يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي ووقت ظهور الأعراض، والأطعمة التي تناولتها، ثم يفحص المريض فحصًا سريريًا ويلحظ وجود الجفاف.
ويطلب تحاليل معملية للدم أو البراز لتحديد نوع الميكروب أو الطفيل المسبب للمرض.
كيفية علاج التسمم الغذائي
تختلف خطة العلاج باختلاف حالتك الصحية ونوع التسمم الغذائي خاصتك، فيحاول الطبيب مقاومة الميكروب المسبب للمرض بوصف المضاد الحيوي المناسب له، وأدوية لعلاج الأعراض.
وينبغي عليك أن تتبع نظامًا غذائيًا خاصًا كما هو موضح في السطور القادمة.
ماذا نأكل بعد التسمم الغذائي؟
يعتمد النظام الغذائي على تقليل حدة الأعراض، وتقليل كمية ومعدل انتشار مسبب المرض، فإذا شعرت بالأعراض أو تم تشخيصك بالتسمم الغذائي فاتبع التعليمات الآتية:
- اشرب الكثير من الماء
حافظ على رطوبة جسمك، وتجنب حدوث الجفاف نتيجة القيء والإسهال لكي يستطع جسمك مقاومة تأثير التسمم.
اشرب كميات قليلة ببطء وعلى مرات متعددة خلال اليوم، ولا تشرب الكمية المطلوبة دفعة واحدة.
- تناول الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم
مثل شوربة الخضار والبطاطس المسلوقة، والحبوب والشوفان، والموز والرقائق، وبياض البيض، والأرز بالشوربة، وصوص التفاح.
- اهتم بتناول الأملاح المعدنية
يمكنك شربها بعد تخفيفها بالماء، كما في محاليل الجفاف.
تجنب الأطعمة والمشروبات الآتية إذا أُصبت بالتسمم الغذائي
- الكحوليات
- الكافيين مثل الشاي والقهوة والمياه الغازية ومشروبات الطاقة
- الحليب ومنتجات الألبان
- المنتجات الغذائية عالية الألياف
- الأطعمة الدهنية أو المقليات
- التوابل
- عصائر الفواكه
- التبغ أو النيكوتين كما في السجائر
كيفية الوقاية من التسمم الغذائي
من أجل سلامتك وسلامة من تحب:
- اغسل يديك جيدًا قبل وبعد تناول الطعام بالماء الدافئ والصابون
شاهد: الطريقة الصحيحة لغسل الأيدي
- اغسل الملاعق والشوك والسكاكين والأطباق والأواني والأسطح الملامسة للطعام
- لا تضع الأطعمة النيئة مع الأطعمة المطهية في مكان أو إناء واحد
- اطبخ الطعام على نار متوسطة حتى تمام النضج
تحتاج اللحوم الحمراء درجة حرارة قد تصل إلى 77° مئوية، أما اللحوم المفرومة يمكن طهيها عند درجة حرارة 72°، واللحوم البيضاء عند 74°، والبيض عند 72°.
يمكنك استخدام ترمومتر غذائي لقياس درجة الحرارة والتحكم فيها.
- احفظ الأطعمة في الثلاجة بعيدًا عن الرطوبة، أو في الفريزر إذا أردت أن تحفظها لأكثر من يومين
- لا تترك الطعام الجديد خارج الثلاجة خاصةً في فصل الصيف
- لا تترك الطعام المجمد يذوب في حرارة الغرفة
يمكنك وضعه في الثلاجة بعض الوقت.
- تخلص من الأطعمة المشكوك فيها، أو ذات الرائحة غير المرغوبة، أو يلحظ عليها بداية علامات تغير اللون أو الطعم
- إذا كنت من مُعدِّي الأطعمة في المصانع أو المطاعم:
احرص على نظافة يديك وملابسك وأدواتك، ولا تمسك بالنقود في أثناء تعاملك مع الطعام، وارتدِ كمامة طبية، وقفازات نظيفة (جوانتي) قبل كل وجبة.
عزيزي القارئ لا تنس أن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، وأن “المعدة بيت الداء”، فاعتن بمعدتك وما يدخل فيها، ولا تعاملها كأنها قبعة ساحر أو سلة مهملات!
